بعد أن اختلطت دمائنا بالنبيذ
قايضنا أفكارنا بالرصاص
صرنا كالأطفال نكتب نصف الجمل
كالمجانين نعيش نصف حياة
نستخدم السكين في الحوار
بالخوف ندير شؤون البلاد
بلاد يغطيها الذباب
مدنٌ مصنوعة من ريش وسحاب
شوارع تعزف أنواع البكاء
في كل زقاق هناك جلاد
شعب ٌيحمل الموت بكلتا يديه
و يبحث بالأنقاضِ عن أملٍ في الحياة
فقراء يحلمون طيلة الليل
وأمانيهم تشغل النهار
هذا حالنا
نأكلُ قهراً نشرب وجعاً
نقطف زهرة لنحفر قبراً
نرمي أملاً لنحمل جثة
جهز تابوتاً
وصل الميت
الكل يصيح
أين سيدفن .. أين سيدفن
فالأرض مزدحمةٌ بالقتلى
هذا بلدي
عاش بلدي .. عاش بلدي
أيها الشعب السقيم
أُصرخ افعل شيئاً
ارمي حجراً
انزع وجه الخوف
هشم جدران الصمت
لِتُثْبِتَ أنك حياَ
ايها الشرفاء
خلف قضبان الظلم
تعيشون
أصواتكم تنخر مسامعي
كدبيب الموت تحت جلدي تسيرون
أيتها الحرائر أكثرن الدعاء
في زوايا السجون
لا تناشدن رجالاً
فكل الرجال إما ضاعوا بين كأس النبيذ
وإما ماتوا تحت أقدام الغانيات
وأكثرهم في المعاقلِ منسيون
إننا شعوبٌ مفقودة
نحن كالجالسين على دكة الاحتياط
ننتظر الموت واحداً تلوى الأخر
أن ينادي بأسمائنا
وندخل فجوة النسيان
دعونا من الوطنيات
ومن الكذب بصوتٍ عالي
ونحن نطالب بالحريات
نطالب بالعدالة
وتحقيق المساواة
ولنبحثُ عن وطنٍ بحجم عقولنا
عن قطعة أرضٍ رخيصة
نستر بها أجسادنا العاريات
لنحمل أقدامنا الثقيلة
ولنرحل بخطواتنا المملة
ونترك هذا الوطن يجفف الدماء وحده