الفصل الأول: الدعاء وشروطه([1])
1/ إهدنا الصراط المستقيم
« بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* الحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ العَالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِـرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيْهمْ وَلا الضَّآلِّيـنَ »(الحمد/1-7)([2]) 2/ أدعوا ربكم .
« ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَيُحِبُّ الْمُـعْتَدِينَ* وَلا تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ بَعْدَ اِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُـحْسِنِينَ » (الأعراف/55-56)([3]) 3/ إني قريب
« وَإِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » (البقرة/186)([4]) 4/ ادعوني أستجب لكم
« وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (غافر/60)([5]) 5/ ادعوه مخلصين له الدين
« هُوَ الْحَيُّ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » (غافر/65)([6]) 6/ واسألوا الله من فضله
« وَسْـئَـلُُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً » (النساء/32)([7])
7/ ويكشف السوء
« أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الاَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ » (النمل/62)([8])
_______________________________
([1]) قد قسمنا الأدعية القرآنية التي ذكرنا بعضها الى فصول، وهي تجده بعد بيان أصل الدعاء، ثم طلب الهداية والغفران، وطلب النصر على الأعداء، وطلب النجاة من الضراء، وطلب الرزق، والذرية الصالحة، والملك والحكم والإمامة، ثم الاستعاذة بالله من كل شر، والدعاء بحسن العاقبة.
([2]) الدعاء بالهداية من موضوعات الدعاء الأساسية، وفي سورة الحمد تأكيد عليه إذ ما قبله الله وحمده وما بعده شرح له. وهكذا يعتبر الدعاء في هذه السورة مثالاً حسناً لكيفية الدعاء. وقد وردت في فضل هذه السورة وطلب الحاجات بها أحاديث كثيرة، وبالذات في الاستشفاء، بها وقد جاء في حديث مأثور عن أبي جعفر الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: من لم يبرأئه الحمد، لم يبرأئه شيء. (تفسير نور الثقلين، ج1، ص4) وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجباً. (المصدر السابق).
([3]) لقد أمر الله عباده بالدعاء، وعرَّفهم كيفية الدعاء أن يكون بتضرع (وانقطاع وتبتّل وعدم رجاء أحد أو خوف سواه)، وأن تكون بخيفة، وأن تكون بعيدة عن الإفساد لأنه لا يحب المفسدين (فمن كان مفسداً فعليه أن يصلح عمله قبل الدعاء، ولا يدعو ضد أحد ولا طلباً لفساد، بل يريد الإصلاح بدعائه كما يعمله)، وأن تكون دعوته خوفاً من سطوات الرب وطمعاً في رحمته، وأن تكون مقارنة للإحسان.
([4]) وبالتدبر في الآية نستفيد أن الدعاء المستجاب هو الذي كان خالصاً لوجه الله، منقطعاً عن غيره، وأن يكون بعد الاستجابة لله بالعمل بما أمر وترك ما نهى عنه.
([5]) نستفيد من الآية أنه إذا كان الدعاء خالصاً يقتضي الإجابة، وأنَّ ترك الدعاء استكباراً يؤدي الى دخول جهنم، وأن الدعاء عبادة..
([6]) من آداب الدعاء الإخلاص فيه، والاعتقاد بأن الأمر بيد الله وحده، وشكره وحمده. وهذا ما أمرنا به في هذه الآية الكريمة.
ويحسن بنا إذا أردنا حاجة أن نتلوا مثل هذه الآيات التي أمرنا الرب فيها بدعائه ثم نقول لربنا الرحمان: إنك أمرتنا بالدعاء ووعدتنا الإجابة، فإنا ندعوك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا.
([7]) من آداب الدعاء أن نقدم بين يدي دعواتنا بعض الآيات التي أمرنا الله سبحانه فيها بالسؤال منه، ووعدنا الاستجابة، مثل هذه الآية الكريمة. وهكذا نقرأ في بعض الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام.
([8]) يذكرنا الرب سبحانه بأنه هو الذي يلجأ إليه المضطر فيكشف عنه السوء، ويحسن الدعاء به عند طلب الحاجة.