الأطفال يولدون بضمير حي يدرك الخير والشر
لطالما كانت قضية " الضمير " مثار جدل بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس، وذلك حول العوامل التي تؤثر في تكوين الضمير وما إذا كان حساً مكتسباً أو أمراً فطرياً، وتقول دراسة صادرة عن جامعة " يال " إنها حسمت الجدل بتأكيد امتلاك الأطفال للضمير منذ ولادتهم وقدرتهم على معرفة الخير من الشر.
وكان علماء قد افترضوا في السابق أن الأطفال يتلقون المبادئ المشكلة للضمير بعد ولادتهم وتأثرهم بالمجتمع وبعائلاتهم، والتطبع بما يقدمونه لهم حول الخير والشر والجمال والقبح، ولكن الدارسة تؤكد على أن دور العائلات والمجتمع ينحصر في تطوير تلك المبادئ الموجودة أصلا لدى الأطفال.
وتشرح الطبيبة كارين واين كيفية إجراء الدراسة بالقول إنها تعمل مع فريق من الباحثين منذ عقود على دراسة عقلية الأطفال وسلوكهم، وقد ركزت خلال السنوات الثمان الأخيرة على دراسة سلوك الأطفال دون العامين من العمر، لمعرفة مدى إدراكهم لمفاهيم الخير والشر.
واعتمدت واين على سلسلة اختبارات بسيطة، بينها عرض صورة لفعل جيد وأخرى لفعل سيء وترك الأطفال يختارون الأفضل بينهما، إلى جانب مراقبة ردود فعل الأطفال حيال عروض الدمى التي تظهر فيها ممارسات جيدة وأخرى سيئة، إذ اتضح أن 80 في المائة من الأطفال أبدوا إعجابهم بالدمى التي كانت تقوم بالممارسات الجيدة .
ويقول بول بلوم، مؤلف كتاب " مجرد أطفال: أصول الخير والشر " إن الاختبار أكد فرضية امتلاك الأطفال لضمير وحس منطقي للتفريق بين الخير والشر، ولكنه ذكر أيضا أن الأطفال يولدون مع مزايا أخرى سيئة، وبينها العدائية تجاه الغرباء، وهو أمر يمكن أن يتركهم – بحال عدم معالجته - دون رد فعل أخلاقي تجاه جرائم مثل الإبادة الجماعية، ما يحتم بالتالي على الآباء والمجتمع مواصلة تلقين الأطفال المبادئ الإنسانية وتنمية حس الضمير لديهم.