دعوة وحركة عنصرية مرتبطة نشأة وواقعاً ومصيراً بالأمبريالية العالمية تطالب بإعادة توطين اليهود وتجميعهم وإقامة دولة خاصة بهم في فلسطين بواسطة الهجرة والغزو والعنف كحل للمسألة اليهودية، والتسمية نسبة إلى «صهيون» وهو جبل بفلسطين.
والواقع أن رئيس وزراء بريطانيا الفايكونت بالمرستون دعا إلى تهجير اليهود إلى فلسطين عام (1840 م) بقصد إيجاد حاجز بشري للحيلولة دون قيام دولة موحدة تجمع مصر والمشرق العربي.
والصهيونية كفكرة محدودة المعالم وبرنامج سياسي وتنظيم ولدت عام (1897 م) عندما تمكن يتودور هرتزل من عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال في سويسرا وأعلن عن قيام المنظمة الصهيونية العالمية.
ويمكن القول بأنه على الرغم من الجهد الصهيوني الكبير فإن الصهيونية لم تحقق نجاحاً يذكر الاخلال الحرب العالمية الأولى عندما أعلن الزواج غير المقدس بين الإمبريالية البريطانية والصهيونية في (2 / تشرين الثاني /
1917 م) في وعد بلفور بمباركة الأمبريالية الأخرى وإلتزمت بريطانيا بموجبة المساعدة على إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين كمؤامرة على عرب فلسطين على أثر إنحلال السلطنة العثمانية.
وقد حاولت بريطانيا فرض البرنامج الصهيوني على عرب فلسطين بالقوة من خلال الإنتداب، إلاّ أن هذا البرنامج لم يندفع بزخم إلاّ بعد تبوء هتلر والحزب الغازي الحكم في ألمانيا وتواطؤ الصهيونية مع الحكم الغازي في تهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين بأعداد كبيرة، ثم نجحت في إعلان الدولة الصهيونية عام (1948 م) وإجلاء عرب فلسطين عن بلادهم من خلال تحالفها مع قائد الأمبريالية العالمية الحديثة الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثالثة، ونتيجة الضعف والتجزئة العربية وخضوع حكام العرب للنفوذ الأمبريالي، وقد رفعت الصهيونية شعار: «من الفرات إلى النيل