من الواضح، أنّ الله تعالى جعل الإمام المهدي (عليه السلام) حجّة علينا طيلة غيبته، وأمرنا بالانتظار لظهورة (عليه السلام)، ورسَمَ لنا علامات متنوعة ترهص بذلك، منها: علامات عامة، ومنها: ما هو خاص، كما أنّ منها : ما هو خاضع للبداء، ومنها: ما هو حتميّ، ... وإذا كانت الأمارات العامة القريبة من زمان ظهوره (عليه السلام) قد ظهرت هنا وهناك، أي: الممارسات أو الظواهر الانحرافية المتنوعة في ميدان الجنس، والاقتصاد والإجتماع، والأخلاق، وهي ظواهر تحققت فعلاً، إلاّ أنّ الأمارات الأقرب لزمن الظهور تظلّ مرتبطة بما يمكن تسميته بالحتميات، مثل: السفياني، والصيحة، والخسف، و ... إلى آخره، ممّا تظهر متقارنة خلال شهور معدودات، مع ملاحظة أنّها متفاوته من حيث عددها، وهو أثر قد توفر على دراسته هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، حيث عَرض وحلّل وفسّر وأرّخ للعلامات الحتمية من خلال رصده للروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام)، وهذا ممّا ينتفع به القارئ بلا ريب حيث يعمّق من وعيه لمفهوم الإنتظار، ويحفّزه على تأهيل ذاته للمهمة المذكورة.

... ومؤسستنا إذ تقدّم للقارئ هذا الكتاب الموسوم بـ «الحتميات من علائم الظهور» تتوسل بالله تعالى أن يعجّل في ظهور وليّه، ويجعلنا من المنتظرين حقاً، وأن يوفقنا إلى أن نلتحق بركابه وإنّه سميع مجيب.



مؤسسة السبطين (عليهما السلام) العالمية

15 شعبان 1426

يوم مولد المنتظر الحجّة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف)