صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29
الموضوع:

استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الزوار من محركات البحث: 14 المشاهدات : 1362 الردود: 28
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: January-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 609 المواضيع: 210
    التقييم: 146
    آخر نشاط: 22/June/2017

    استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

    هذا الذي بين يديك أيها القارئ الكريم هو ملخّص الجلسة الأولى من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ الأستاذ بناهيان في جلسات هيئة الشهداء المجهولين في طهران حيث خصص أبحاثه باستعراض تحليلي لتاريخ الإسلام، فانطلق في أبحاثه من أحداث التاريخ وظروفه ومنعطفاته إلى فهم زماننا المعاصر وما نعيشه من ظروف وواقع. وجدتها حرية بالترجمة والنشر فعمدت على ترجمتها مستعينا بالله وسائلا إياه التوفيق والتسديد.

    نحن اليوم بحاجة إلى مرور تاريخ الإسلام أكثر من أي زمان آخر/ لا ينبغي أن نكتفي بمرتكزاتنا المشهورة عن تاريخ الإسلام

    لقد أصبحنا في هذا الزمان بحاجة إلى تاريخ الإسلام أكثر من أي زمان آخر. حيث إن الظروف الراهنة التي نعيشها الآن تقتضي إدراكنا العميق للدين أكثر من الأزمنة الماضية. إن الكثير من الاختلافات في الآراء لم تعد ترتبط بأصل الدين وحقّانيته، بل بعض الاستنباطات السطحيّة من الدين هي التي تثير المشاكل.

    إن مدى حاجتنا اليوم إلى تاريخ الإسلام أوسع من أن نكتفي ببعض القضايا المشهورة في التاريخ. فهناك الكثير من القضايا والتفاصيل القطعية والثابتة في تاريخ الإسلام ولكنها غير مشهورة وعادة ما لا تؤخذ بعين الاعتبار مع أنها نافعة جدا في رؤيتنا تجاه تاريخ الإسلام.

    لابدّ لنا من دراسة تاريخ الإسلام بمزيد من الدقة وذلك من أجل الحصول على معرفة عميقة وصحيحة بأصل الدين. ثم إن المسائل التاريخية التي تمّ تناقلها جيلا بعد جيل واشتهرت على الألسن لم تكن المسائل الرئيسة في التاريخ بالضرورة كما ليس بالضرورة أن تكون هذه المشهورات متناسبة مع ما يقتضيه واقع مجتمعنا اليوم. لقد تطور مجتمعنا كثيرا وهذا ما يفرض علينا أن نراجع الزوايا الخفية في تاريخ الإسلام أكثر من قبل.

    إن الاكتفاء بالقضايا التاريخية المشهورة قد يحرفنا عن الصواب في استنتاجنا من التاريخ، ولا شك في أن النتيجة الخاطئة التي نخرج بها من التاريخ قد تؤدي إلى عدم الصواب في فهم الإسلام بشكل عام.

    فعلى سبيل المثال كان تحليل الشيخ بهجت(رض) عن قيام الإمام الحسين(ع) قائما على بعض الحقائق غير المشهورة في تاريخ الطفّ. فقد قال سماحته مستندا إلى الوثائق التاريخية: بعدما رأى الإمام الحسين(ع) عدم وجود الناصر، رضي بأن يكفّ عن محاربة يزيد والقيام ضدّ الحكومة كما فعل أخوه الإمام الحسن(ع) مع معاوية. فقد اقترح الإمام الحسين(ع) هذا الأمر على عمر بن سعد حينما التقى به في كربلاء، ولكن أبى ذلك عمر بن سعد حيث كان قد حصر الطرق على أبي عبد الله الحسين(ع) بين القتال أو الاستسلام؛ أي يستسلم له حتى يبعثه مكبلا إلى يزيد ويقرّر هو عند ذلك في أن يقتله أم يطلق سراحه. ولذلك قال الحسين(ع): «ألا! و إنّ الدّعي بن الدّعي قد رکز بين اثنتين: بين السّلّيوالذّلّي، و هيهات منّا الذّلي، يأبي اللهُ لنا ذلک و رسوله والمؤمنون.»[اللهوف/ص97- الاحتجاج/ج2/ص300]

    مضافا إلى «الاطلاع» على تاريخ الإسلام نحن بحاجة إلى «تحليله»/ إن لم يكن لدينا تحليل تجاه حدث اجتماعي فهذا يعني أننا لم نفهمه/ إن التاريخ أحد مصادر فهم الإسلام كالقرآن

    مضافا إلى ضرورة التعرف على تاريخ الإسلام، هناك ضرورة أخرى تقتضي «تحليل» هذا التاريخ. فلابدّ لنا من الخوض في تحليل أحداث تاريخ الإسلام، فلا مناص من هذا الأمر ولا نستطيع أن نحصل على تحليل دقيق وصائب للأحداث بكل بساطة. فإننا إن لم نستطع أن نحلّل حدثا تاريخيا ما فذلك يدلّ على أننا لم نفهمه. ومن جانب آخر إذا أعطينا تحليلا خاطئا عن الحدث فيدل على أننا فهمناه بشكل خاطئ.

    إن الذي يعطي تحليلا خاطئا وغير صائب للتاريخ الإسلامي كالذي استنبط مفهوما خاطئا من القرآن أو ترجمه وفسره بغير صواب. فكما أن القرآن هو مصدر فهم الدين، كذلك تاريخ الإسلام فهو من مصادر فهم الدين أيضا.

    يتبع إن شاء الله...


  2. #2

  3. #3
    صديق فعال

    استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 2

    إلى أين نلجأ في تعاقيد والتواءات فتن آخر الزمان؟!/ لقد حدّد تاريخ الإسلام أهمّ الأحداث المتوقعة في المجتمع الإسلامي إلى قيام الساعة

    كلّما نقترب من آخر الزمان نواجه مزيدا من التعاقيد والالتواءات في الأحداث ما أعيَت الكثير من المحلّلين عن معرفة زمانهم. وقد صرحت الروايات أن الناس لم يعودوا يميزون بين المؤمن والمنافق في ذاك الزمان. فقد روي عن الإمام الرضا(ع): «... إِنَّهُ إِذَا کَانَ کَذَلِکَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ یُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِق»[صفات الشیعة للشیخ الصدوق/ص8]. كما لم يعد تحليل الكثير ممن كنا نعتمد عليهم في آرائهم ومواقفهم نافعا لنا. فقد روي عن رسول الله(ص): «وَ سَتَکُونُ بَعْدِی فِتْنَةٌ صَمَّاءُ صَیْلَمٌ یَسْقُطُ فِیهَا کُلُّ وَلِیجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِکَ عِنْدَ فِقْدَانِ شِیعَتِکَ الْخَامِسَ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنْ وُلْدِکَ»[کفایة الأثر/ص156]. ففي فتن آخر الزمان تتفاقم الأزمات وتتعقد الأوضاع بكل معنى الكلمة. طبعا لم تتعقد ظروفنا لحد الآن ولكن نتوقع أن نواجه المزيد من الالتباسات والتعقيدات في الأحداث. إنه لمسار طبيعي فكل ما يمشي بنا الزمن تتعقد المحن وتزداد الفتن غموضا.

    إلى أين نلجأ في هذه الفتن المعقّدة والغامضة؟ فهل يستطيع من يفتقد التحليل الصحيح عن تاريخ الإسلام أن يحصل على إدراك وتحليل سياسي صائب ودقيق عن زمانه؟! فمن الوهم الباطل أن نفترض إمكان معرفة الزمان لأهل السياسية دون معرفتهم بتاريخ الإسلام. فقد حدّد تاريخ الإسلام أهمّ الأحداث المتوقعة في المجتمع الإسلامي إلى قيام الساعة.

    إنّ كنا بصدد مقارنة موقف النظام تجاه رؤساء الفتنة في عام 2009 وبين بعض ما حدث في التاريخ، فلابدّ أن نقارنه مع موقف النبي(ص) وأمير المؤمنين(ع) تجاه المتمردين من المؤمنين لا موقف النبي(ص) في عفو مشركي مكة

    إن تطبيق القواعد العامة في تاريخ الإسلام على بعض الأزمنة والمواقف بغير صواب والذي ناتج عن عدم الالتفات إلى الظروف السائدة في الأحداث التاريخية، يؤدي بنا إلى الالتباس في فهم القواعد العامة لتاريخ الإسلام وبالنتيجة يؤول إلى خروجنا بتحليلات سياسية خاطئة. لقد أشار أحد النواب الأعزاء في مجلس الشورى الإسلامي إلى موقف رسول الله(ص) تجاه مشركي مكة حيث إنه عفا عن قتلة حمزة سيد الشهداء، ثم انطلق من هذه الواقعة التاريخية مستنتجا أنه لابد لنا من التأسي بموقف النبي(ص) في موقفنا تجاه قادة فتنة 2009.

    فهل واقعا في هذه الظروف الراهنة ينبغي لنا أن نتحدث عن موقف النبي(ص) مع مشركي مكّة، أم لابدّ أن نتحدث عن موقف أمير المؤمنين(ع) مع بعض المتمردين في زمانه؟! إن المتمردين والمعارضين على قسمين: أحدهما هم المعارضون الخارجون عن نطاق المجتمع الإسلامي، والآخر هم المتمردون الذين هم في ضمن المجتمع الإسلامي. فالمثال الذي طرحه النائب المحترم في مجلس الشورى كان عبارة عن عفو النبي(ص) تجاه من كان خارجا عن نطاق المجتمع الإسلامي، أما قضيتنا الراهنة ترتبط بأولئك المتمردين الذين هم في ضمن المجتمع الإسلامي. فإذا أردنا أن نقارن قضيتنا بحدث تاريخي مشابه، لابدّ أن نفتش عن الأحداث التي تمرد فيها بعض المسلمين والمؤمنين على حاكمية الإسلام، ثم ننظر إلى موقف النبي(ص) وأميرالمؤمنين(ع) تجاههم. فإن أمثال هذه التحليلات تحكي عن نظرة سطحية إلى تاريخ الإسلام. فإذا أردنا أن نقارن بين ما حدث في زماننا وبين حدث تاريخي وقع في تاريخ صدر الإسلام لابدّ أن ننظر بعمق ودقّة.

    لا يمكن الحصول على رؤية سياسية ثاقبة ما لم نحصل على رؤية صحيحة تجاه تاريخ الإسلام/ مدى أهمية التاريخ في كتاب أمير المؤمنين(ع) إلى ولده

    يحظى تاريخ الإسلام بأهمية فائقة وكذلك الحال بالنسبة إلى تحليل تاريخ الإسلام فإنه مهم جدا، فحتى لو اطّلعنا على غيره من المعارف الدينية، لا يمكن الحصول على رؤية سياسية ثاقبة ما لم نحصل على رؤية صحيحة تجاه تاريخ الإسلام.

    لقد استدلّ أمير المؤمنين(ع) في كتابه الأوّل بعد الثلاثين من نهج البلاغة على قيمة كلامه بإدراكه المعيق لتاريخ حياة الإنسان فقال فيها مخاطبا ولده وقاصدا جميع شباب الأمة الإسلامية: « أَیْ‏ بُنَیَ‏ إِنِّی‏ وَ إِنْ‏ لَمْ‏ أَکُنْ‏ عُمِّرْتُ‏ عُمُرَ مَنْ کَانَ قَبْلِی فَقَدْ نَظَرْتُ‏ فِی أَعْمَالِهِمْ وَ فَکَّرْتُ فِی أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِی آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ کَأَحَدِهِمْ بَلْ کَأَنِّی بِمَا انْتَهَى إِلَیَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ»[نهج البلاغة/الكتاب 31].

    ولا يخفى أن هذه الرسالة لم تكن رسالة سرد للتاريخ، ولكن الإمام قد اعتبر هذه المواعظ والمعارف الدينية هي حصيلة نظرته العميقة والدقيقة في تاريخ حياة الإنسان.

    يتبع إن شاء الله...



  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: كوردستان ,العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,988 المواضيع: 262
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 976
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: مدير السيطرة النوعية
    أكلتي المفضلة: هل القاسمة الله
    موبايلي: SAMSUNG S9
    آخر نشاط: 20/August/2019
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Muthana Shehab
    مقالات المدونة: 2
    جميل جدا موضوع الحقيقة شيق جدا

  5. #5
    صديق فعال

    استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 3

    إن الحقائق التاريخية أجدر بإقناع الإنسان من المفاهيم النظرية البحتة


    إحدى النتائج القيمة التي تنتجها دراسة التاريخ، هي أن الحقائق التاريخية أجدر بإقناع الإنسان من المفاهيم النظرية البحتة؛ حتى وإن كانت قائمة على القواعد العقلية. إن الحقائق التاريخية تقنع الإنسان وتحفزه بسرعة وسهولة.


    لقد سألني رجل «هل يمكن في الحكومة الإسلامية أن ينصب رجل لمنصب ما ثم يرتكب هذا المسؤول جريمة؟» فأجبته: «نعم، إن النبي الأعظم(ص) الذي لا إشكال في عصمته قد بعث مندوبا من قبله إلى قوم، ولكنه ارتكب جريمة هناك، فقد بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففعل ما فعل». فعندما سمع هذا الجواب اطمئن وارتاح في اللحظة وبدأ يفكر. أما إذا وضعنا هذا الحدث التاريخي جانبا لما استطعنا أن نقنعه بألف دليل عقلي ونقلي. ولا شك في أن هذا الاستدلال يمشي مع من يعتقد بالنبي الأعظم(ص) واقعا.

    إن تاريخ الديمقراطية يدلّ على أنها مدعاة للإجرام في العالم أكثر من أي شيء آخر

    إن قوة التاريخ في الإقناع وإثبات الحقائق لا يختصّ في القضايا الدينية فقط. فعلى سبيل المثال إن تاريخ الديمقراطية يدل على أنها مدعاة للإجرام في العالم أكثر من أي شيء آخر، ولا داعي لإثبات هذه الحقيقة إلى الأبحاث النظرية المعقدة بعد ما نهض التاريخ لإثباتها. فلو أردنا إثبات هذه الحقيقة قبل خمسين عام لما استطعنا ذلك حتى عبر الأبحاث العقلية والنظرية المفصلة. أما اليوم فقد أماطت الديمقراطية الغربية اللثام عن وجهها الخبيث.

    من الذي لا يدري أن نفس هذه البلدان الديمقراطية ـ كما يدعون لأنفسهم ـ تجهز الإرهابيين لسفك الدماء في البلدان الإسلامية؟! فكل هذه الجرائم هي نتائج الديمقراطية.

    لقد احتجّ أئمتنا بالنماذج التاريخية في نقاشاتهم وحواراتهم

    حتى أن أئمتنا(ع) قد احتجوا في عديد من احتجاجاتهم ونقاشاتهم بالأمثلة التاريخية من حياة الأنبياء. كما نجد هذا الأسلوب في سيرة رسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع) وحتى في منهج القرآن حيث إنه قد أجاب الكثير من الشبهات من خلال الاستشهاد بالمقاطع التاريخية من حياة الأنبياء أو صدر الإسلام.

    بعد ما احتجّ بعض أصحاب أمير المؤمنين(ع) على الخوارج بالقرآن ولم يتمكنوا من إقناعهم، ذهب أمير المؤمنين(ع) بنفسه إليهم وأخذ يجيب عن أسئلتهم وشبهاتهم حول موقفه(ع) في حرب صفين، من خلال التذكير والاستشهاد بمقاطع من تاريخ صدر الإسلام وسيرة رسول الله(ص). وبهذا الأسلوب اقتنع ثمانية ألف نفر من عدد الخوارج الذي كان حوالي 12 ألف نفر. [كشف الغمة/ج1/ص265]

    كما أن أمير المؤمنين(ع) عندما أرسل ابن عباس إلى الخوارج أوصاه أن لا يستدلّ بالقرآن بل يستدل بسنة رسول الله(ص) ولا شك في أن جزء من السنة هو ما يسمى بتاريخ حياة الرسول وتاريخ صدر الإسلام. فقال له أمير المؤمنين(ع): «لَا تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ‏ ذُو وُجُوهٍ تَقُولُ وَ یَقُولُونَ وَ لَکِنْ حَاجِجْهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنَّهُمْ لَنْ یَجِدُوا عَنْهَا مَحِیصاً»[نهج البلاغة/الكتاب77]

    «قَالَ رَجُلٌ لِلإمام الصَّادِقِ(ع): فَإِذَا کَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنَ الْیَهُودِ لَا یَعْرِفُونَ الْکِتَابَ إِلَّا بِمَا یَسْمَعُونَهُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ لَا سَبِیلَ لَهُمْ إِلَى غَیْرِهِ فَکَیْفَ ذَمَّهُمْ بِتَقْلِیدِهِمْ وَ الْقَبُولِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ؟ وَ هَلْ عَوَامُّ الْیَهُودِ إِلَّا کَعَوَامِّنَا یُقَلِّدُونَ عُلَمَاءَهُمْ؟ فَقَالَ ع بَیْنَ عَوَامِّنَا وَ عُلَمَائِنَا وَ عَوَامِّ الْیَهُودِ وَ عُلَمَائِهِمْ فَرْقٌ مِنْ جِهَةٍ وَ تَسْوِیَةٌ مِنْ جِهَةٍ ... إِنَّ عَوَامَّ الْیَهُودِ کَانُوا قَدْ عَرَفُوا عُلَمَاءَهُمْ بِالْکَذِبِ الصِّرَاحِ وَ بِأَکْلِ الْحَرَامِ وَ الرِّشَاءِ وَ بِتَغْیِیرِ الْأَحْکَامِ عَنْ وَاجِبِهَا بِالشَّفَاعَاتِ وَ الْعِنَایَاتِ وَ الْمُصَانَعَاتِ وَ عَرَفُوهُمْ بِالتَّعَصُّبِ الشَّدِیدِ الَّذِی یُفَارِقُونَ بِهِ أَدْیَانَهُمْ وَ أَنَّهُمْ إِذَا تَعَصَّبُوا أَزَالُوا حُقُوقَ مَنْ تَعَصَّبُوا عَلَیْهِ وَ أَعْطَوْا مَا لَا یَسْتَحِقُّهُ مَنْ تَعَصَّبُوا لَهُ مِنْ أَمْوَالِ غَیْرِهِمْ وَ ظَلَمُوهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ وَ عَرَفُوهُمْ یُقَارِفُونَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ اضْطُرُّوا بِمَعَارِفِ قُلُوبِهِمْ إِلَى أَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا یَفْعَلُونَهُ فَهُوَ فَاسِقٌ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَدَّقَ عَلَى اللَّهِ وَ لَا عَلَى الْوَسَائِطِ بَیْنَ الْخَلْقِ وَ بَیْنَ اللَّهِ. فَلِذَلِکَ ذَمَّهُمْ لَمَّا قَلَّدُوا مَنْ قَدْ عَرَفُوهُ وَ مَنْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَا یَجُوزُ قَبُولُ خَبَرِهِ وَ لَا تَصْدِیقُهُ فِی حِکَایَتِهِ وَ لَا الْعَمَلُ بِمَا یُؤَدِّیهِ إِلَیْهِمْ عَمَّنْ لَمْ یُشَاهِدُوهُ وَ وَجَبَ عَلَیْهِمُ النَّظَرُ بِأَنْفُسِهِمْ فِی أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ کَانَتْ دَلَائِلُهُ أَوْضَحَ مِنْ أَنْ تَخْفَى وَ أَشْهَرَ مِنْ أَنْ لَا تَظْهَرَ لَهُمْ. وَ کَذَلِکَ عَوَامُّ أُمَّتِنَا إِذَا عَرَفُوا مِنْ فُقَهَائِهِمُ الْفِسْقَ الظَّاهِرَ وَ الْعَصَبِیَّةَ الشَّدِیدَةَ وَ التَّکَالُبَ عَلَى حُطَامِ الدُّنْیَا وَ حَرَامِهَا وَ إِهْلَاکَ مَنْ یَتَعَصَّبُونَ عَلَیْهِ وَ إِنْ کَانَ لِإِصْلَاحِ أَمْرِهِ مُسْتَحِقّاً وَ بِالتَّرَفْرُفِ بِالْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ عَلَى مَنْ تَعَصَّبُوا لَهُ وَ إِنْ کَانَ لِلْإِذْلَالِ وَ الْإِهَانَةِ مُسْتَحِقّاً فَمَنْ قَلَّدَ مِنْ عَوَامِّنَا مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ فَهُمْ مِثْلُ الْیَهُودِ الَّذِینَ ذَمَّهُمُ اللَّهُ بِالتَّقْلِیدِ لِفَسَقَةِ فُقَهَائِهِمْ. فَأَمَّا مَنْ کَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِینِهِ مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ مُطِیعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ یُقَلِّدُوهُ وَ ذَلِکَ لَا یَکُونُ إِلَّا بَعْضَ فُقَهَاءِ الشِّیعَةِ لَا جَمِیعَهُمْ...»[الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص458 ؛ وسائل الشیعة/ج27/ص131]

    يتبع إن شاء الله...





  6. #6
    عضو محظور
    الشاعره ام حر
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,504 المواضيع: 1,798
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7236
    مزاجي: متفائله جدا
    أكلتي المفضلة: كل شيئ بي شوفان♡
    موبايلي: كلاكسي
    مقالات المدونة: 37

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18

  8. #8
    صديق فعال
    شكرا جزيلا على حسن متابعتكم للموضوع

  9. #9
    صديق فعال

    استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 4

    لقد اعترى الحديث عن ارتجاع أعراب الجاهلية مبالغات كثيرة

    عادة ما ينطلق المؤرخون في دراسة تاريخ الإسلام من موضوع «جاهليّة العرب» ويتمّ الحديث بمبالغة فائقة عمّا كان يعيشه العرب قبل الإسلام وفي زمان الجاهلية من ارتجاع ووضع متدهور. طبعا وبالتأكيد إن عبارة «زمن الجاهلية» عبارة صحيحة ولكن قد تمّ تحريف من قبل المستشرقين في تحليل الظروف التي كانت تحكم العرب في أيّام الجاهليّة. فقد صوّروا صورة الحجاز قبل الإسلام صورة سوداء لا بياض فيها؛ فقالوا: قبل أن يظهر نبي الإسلام في مكه، كانت أوضاع المجتمع سيئة جدا، كان الجميع يدسّون بناتهم في التراب ويأكلون الحشرات ويتقاتلون بين أنفسهم و...

    النتائج السلبية التي تؤدي إليها المبالغة في ارتجاع أعراب الجاهلية

    لا شك في أن أوضاع العرب قبل الإسلام كانت سيئة جدا، ولكن لا بقدر ما يروّجه المستشرقون.
    إذا اعتقدنا بارتجاع العرب قبل الإسلام بقدر ما يسوّق إليه المستشرقون، فذلك قد يؤدي إلى نتائج سلبية، غير أننا قد وقعنا عند ذلك في خطأ حَسَب الحقائق التاريخية. النتيجة الأولى لهذه المبالغة هي أن يقلّ شأن النبي(ص) وقيمة إنجازه المتمثل بتأسيس الحضارة الإسلامية وهداية ذاك المجتمع. كما سوف يستبعد الناس مدى عمق رسالة الإسلام ما ينجرّ إلى تحديد زمن الإسلام ودوره في نطاق ظرفه الجاهلي الخاصّ.
    إذا كان المجتمع متدهورا ومرتجعا جدا ومن جميع الأنحاء، فسوف يبرز فيه ما كان يحظى بشيء يسير من الصلاح، بل قد يعرف فيه كمنقذ لذاك المجتمع ويحقق بعض الإنجازات والتغييرات فيه. وهذه هي النتيجة التي أراد أن يخرج بها المستشرقون. حيث قالوا: إن الدين الذي جاء به هذا الرجل كان مفيدا لذاك المجتمع المتوحش المرتجع البائس، أما الشعوب المثقفة اليوم فهي بغنى عمّا أنقذ نبي الإسلام به الوحوش.

    إن عالم الغرب والشرق اليوم، يعاني من أكثر سلبيات أعراب الجاهلية ولديهم المزيد، بلا أن يحظى بأغلب إيجابياتهم

    في الواقع إن مشركي مكة لم يكونوا في حضيض البربرية والوحشية بل كانت فيهم بعض الإيجابيات والفضائل التي لم تسلّط الأضواء عليها كما بالغ الكثير عند نقل سلبياتهم. في البداية أقولها بصراحة لكم؛ إن أكثر السلبيات التي كان يعاني منها العرب في الجاهلية، هي موجودة في عالمنا اليوم كما هناك المزيد من نماذج الدناءة والانحطاط التي نجدها اليوم ولا أثر لها في أيّام الجاهلية. ومن جانب آخر كان العرب في الجاهلية يحظون ببعض الفضائل والمحاسن التي إمّا لا نراها في العالم الغربي اليوم وإما لها أثر خفيف ورقيق جدا بالنسبة لما كان في أيّام الجاهلية.

    الوفاء بالعهد/ أي بلد من هذه البلدان الغربية الوحشيّة يوفي بالعهد كما كان يوفي أعراب الجاهلية بعهدهم

    أحد محاسن أعراب الجاهلية وفضائلهم هو الوفاء بالعهد. لقد كانت تقرع طبول الحرب بين قبائل وعشائر العرب بين الحين والآخر وبأبسط حجة وذريعة، ولكنهم كانوا ملتزمين أشدّ التزام بعهودهم وعقودهم. فأي بلد من هذه البلدان الغربية الوحشية يوفي بالعهد كما كان يوفي أعراب الجاهلية بعهدهم؟!
    لقد روى المؤرّخون: لم ترأس مدينة مكة آنذاك حكومة ولا سلطة فما كان وجود لقوات السلطة والشرطة كي تتصدى لحفظ نظم البلد. فكان قد ملأ أهلها هذا الفراغ بعهودهم وعقودهم وأيمانهم وحق الجوار، وهذا ما كانت تلتزم به قريش أشدّ التزام. [علي دواني، تاريخ اسلام از آغاز تا هجرت (تاريخ الإسلام من البدء إلى الهجرة) ص14]

    أعراف الزواج/ إن الأعراف السائدة على موضوع الزواج في أيام الجاهلية قبل الإسلام ليست بأسوأ مما يعيشه الغرب في هذا العصر

    كان لأعراب الجاهلية أعراف خاطئة في قضية الزواج، ولكنهم على الأقلّ كانوا قد أقرّوا بقواعد وأصول في الزواج وإن كانت خاطئة، فلم يتسافلوا إلى ما تسافل إليه الغرب الآن. فإن لم يكن حال أعراب الجاهلية بأفضل من الغرب في أمر الزواج، فليس بأسوأ منه.

    المأكل والمشرب/ لقد اعتاد الناس في مشرق العالم ومغربه على بعض الأطعمة الملوثة والقذرة التي لم يذقها حتى أعراب الجاهلية

    كان أعراب الجاهلية يأكلون بعض الأكلات الملوّثة والقذرة وبعض الحيوانات غير المأكولة ولعلهم أغلب ما كانوا يأكلونه من الأكلات غير الصحية هو في أيام القحط والمجاعة. أما اليوم فأصبحت أمثال هذه الأكلات وما هي دونها تعرض في أسواق بعض ما تسمّى بالبلدان المتقدّمة الشرقية والغربيّة ولا يستحيون من أكلها.

    يتبع إن شاء الله...


  10. #10
    صديق فعال

    استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 5

    ثقافة احترام صلحاء المجتمع وأبراره/ثقافة الأخلاق وتأصيل الجدارة

    إذا تمادى المجتمع في التسافل والانحطاط في ثقافته، وتطبّع على ثقافة سيئة منحطّة، فإن من أولى تداعيات هذه الظاهرة هي أنه لم يعد يحترم صلحاءه ولا يذكرهم بخير بل حتى يستهزئ بهم، وفي المقابل يكرم اللئام. بينما نجد المجتمع المكّي كان يكرم عبدالمطلب كرئيس عليه وكان لبني هاشم السيادة في تلك البقعة جيلا بعد جيل فكانوا موضع إكرام جميع قبائل العرب. يعني بالرغم من كل هذه المثالب الكبيرة التي كانت تحيط بهم، دائما كان يحصل توافق وإجماع على رئاسة أفضل القوم تدبيرا وأخلاقا، ولم يكن هذا التوافق نتيجة قسوة بني هاشم واستخدامهم القوّة، بل كان نتيجة توافق وإجماع قبائل العرب أنفسهم.
    لقد عاش النبيّ الأعظم(ص) بينهم أربعين سنة، وكانت حياته في قمة الطهارة والنزاهة. وقد شاهد المجتمع وقتئذ نزاهته وطهارته وقدروا سلوكه واحترموا شخصيته. ولهذا اشتهر النبي(ص) في مكة قبل بعثته بمحمد الأمين. يعني عرفت أمانته واشتهرت في المجتمع وكذلك كانوا يعرفونه بهذه الصفة ويثنون عليه بها، كما أنهم كانوا يخضعون لحكمية هذا الإنسان الجليل بعيدا عن الأعراف والعلاقات القبلية. فهل يمكن لمثل هذا المجتمع أن يكون منحطّا متسافلا بالنحو الذي يدّعيه بعض المستشرقين؟

    كانت مكّة ما قبل الإسلام من أكثر المدن معنوية وروحانية في العالم

    واحدة أخرى من خصائص المجتمع المكّي هي أنه كان صاحب دين وشريعة، ولو قد اختلطت به شوائب وبدع كثيرة. فعلى سبيل المثال مع أنهم كانوا يؤمنون بالله؛ (وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ؛ لقمان/25) ولكنهم كانوا قد نصبوا أصناما في الكعبة. ولا يخفى أنهم ما كانوا يعتبرون الأصنام آلهة ولا ينسبون الخلق إليهم، ولكن كانوا يعتبرونهم شفعاء والواسطة بينهم وبين الله عز وجل. (یَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ؛ یونس/18) فالإشكال هو أنهم كانوا قد حرّفوا الدين. كانوا يضحّون لتلك الأصنام المنصوبة في الكعبة التي كانوا يزعمونها وسائط وشفعاء إلى الله، وكانوا يمارسون هذه الأعمال كإحدى العبادات والمناسك في دينهم، ولكن انحرافهم هو أنهم قد أدخلوا هذه البدع في دينهم بغير إذن من الله.
    طبعا كانت هناك بعض العبادات والمناسك الحقّة التي لم يعتريها دسّ ولا زيف فبقيت على حالها بعد ظهور الإسلام، كالسعي بين الصفا والمروة الذي كان يمارس قبل ظهور الإسلام. إذن لم تكن مكّة من الأمصار الغريبة على العبادة والديانة والمعنوية.
    وبالمناسبة إحدى معاناة الرسول(ص) هي أنه كان قد واجه أناسا يدعون لأنفسهم الدين والمعنوية. حيث كانت الجزيرة العربية ولا سيما مدينتي مكة والمدينة، مركز أناس كانوا يعتبرون أنفسهم من منتظري النبي الخاتم(ص).
    كانت مكة من المدن الدينية، فلم تكن بعيدة عن المعرفة والثقافة. وأرضها مرقد كثير من الأنبياء. إن شعائر إبراهيم الخليل كانت بارزة في هذه المدينة وكانت محترمة من قبل أبنائها. ومن شدة احترامهم للحجر الأسود حدث ذاك النزاع المعروف بين القبائل تنافسا عليه وتشرفا وفخرا باستلامه وجعله في موضعه. كما كان مقام النبي إبراهيم(ع) بجوار الكعبة محلّ احترام الناس على مرّ الدهور.
    إن البعد الديني الظاهر والتمركز الديني في مكة كان قد أخذ حيّزا من اهتمام الناس وأنظارهم وهذا هو الحافز الذي دفع جيش إبرهة إلى الهجوم على مكة. وبسبب رونق العبادة بجوار الكعبة أصبحت مكة مركزا للتجارة أيضا. فمن هذا المنطلق لعلنا نستطيع القول بأن مكة ما قبل الإسلام كانت من أكثر المدن معنوية وروحانية في العالم.

    الأدب الراقي أحد معايير النماء الثقافي في المجتمع

    يعتبر مستوى الأدب في أيّ مجتمع ما كمفردة أخرى من معايير النماء الثقافي. والأدب الذي يحمله العرب في تلك المنطقة، أدب قوي وغني جدا، حيث قد استغلّ القرآن الكريم غنى أدب العرب لنشر المعارف الدينية العميقة ولا شك في أنه أثراه وزاده غنى.

    يتبع إن شاء الله...


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال