مظهر سيماء الأنبياء
مسح النبي جبينه
فله بياضٌ في الخدود
وبوجهه ديباجة ٌ
کرم النبوة والجدود
ومن هذين البيتين لصاحب قصيدة البردة الشهيرة الصحابي شاعر الرسول کعب بن زهير في مدح السبط المجتبی، تتضح الصورة التي سجلها التأريخ لصفته (عليه السلام) وهيبته الإيمانية التي عرف بها.
قال العالم الکلامي واصل بن عطاء: کان الحسن بن علي عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوک.
وروي أنه قيل له: إن فيک عظمة، فأجاب (عليه السلام): بل في عزة، قال الله تعالی: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.
وقال محمد بن إسحاق کما نقل في کتب السيرة: ما بلغ أحدٌ من الشرف بعد رسول الله ما بلغ الحسن، کان يبسط له علی باب داره، فإذا خرج وجلس إنقطع الطريق، فما مر أحدٌ من خلق الله إجلالاً له، فاذا علم قام ودخل بيته فمر الناس ولقد رأيته في طريق مکة ماشياً، فما من خلق الله أحد رآه إلا ونزل ومشي حتی رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي.
وقد ظهرت الهيبة والکرامات النبوية علی بکر فاطمة البتول (سلام الله عليهما) منذ أيامه الأولی، فها هو الصحابي ابو سعيد الخدري يقول: رأيت الحسن بن علي وهو طفلٌ والطير تظلله ورأيته يدعو الطير فتجيبه.
کما تجلت في سلوکه الرأفة النبوية وهو طفل صغير، فمثلاً روي راوي السيرة المحمدية محمد بن إسحاق، قال: إن أبا سفيان جاء الی المدينة لأخذه تجديد العهد [بالأمان] من رسول الله )صلی الله عليه وآله) فلم يقبل، فجاء الی علي (عليه السلام) وقال: هل لابن عمک أن يکتب لنا أماناً؟
فقال علي: إن النبي (صلی الله عليه وآله) عزم علی أمرٍ لا يرجع فيه.
فقال الحسن بن علي: يا ابن صخر قل لا اله الا الله محمد رسول الله حتی أکون لک شفيعاً الی جدي رسول الله.
فتحير ابو سفيان، فقال علي (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل في ذرية محمد صلی الله عليه وآله نظير يحيی بن زکريا. يعني (عليه السلام) إتيان الله الحکم الإلهي ليحيی بن زکريا وهو صبي.
ولنختم هذه الفقرة برواية موثقة في مصادر الفريقين هي من دلائل النبوة المحمدية والکرامة الحسنية، روي عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) أنه ذات يوم إنطلق رسول الله (صلی الله عليه وآله) بسبطه الحسن آخذٌ بيده يطلب له الماء وقد إشتد ظمأه فلم يجد له ماءً فأخذ (صلی الله عليه وآله) بلسانه وأمصه الحسن، يقول الحسن (عليه السلام): فشربت أبرد ماء خلقه الله وأعذبه حتی ارتويت.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ثم إن الغلام [يعني الحسن (عليه السلام)] إنصرف الی أهله وقد إختلط الظلام وحده ورسول الله (صلی الله عليه وآله) يقول: اللهم کن له حافظاً.
وکان الحسن (عليه السلام) يقول بعد ذلک: ما إشتد عليّ ظمأ بعدما مصصت لسان نبي الله (صلی الله عليه وآله) ولا دخلتني وحشة بعد دعوته.
إن الامام الحسن المهذبا
خير الوری جداً وأماً وأبا
کريم أهل البيت أهل الکرم
عليهم بعد الصلاة سلم
کنيته الغر ابو محمد
وأمه الزهراء بنت أحمد
أشبه جده النبي أحمداً
خلقاً وخلقا وحجی وسؤددا