ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ (هذه ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃُﺧﺬﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻪ)



ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃُﺧﺬﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻪ، ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ / ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺑﻼﺩﻱ - ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﺎﻳﻮ 1997 ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ( ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ).
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ:
ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ( ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﺣﻜﻤﺘﻢ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻴﺌﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺳﺘﻮﻟﻴﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺰﺑﺮﺟﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ
ﻣﺼﺮ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﻼﻛﻨﺎ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻃﺎﻟﺒﻜﻢ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻴﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ .

ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺳﻴﺪﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺗﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﻸ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻮﺛﻘﺖ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻗﻂ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻼﻙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺘﻬﺎﻭﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺇﻥ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﺛﻢ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﻓﻮﺍﻓﻘﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺩﺍً ﻣﻬﺬﺑﺎً ﻭﻗﺎﻃﻌﺎً ﺗﺮﻓﺾ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻭﺗﺮﺩ ﻃﻠﺒﻪ ، ﻓﻜﺘﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ﺇﻥ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺰﺑﺮﺟﺪ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﺣﺴﺒﺘﻪ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﻩ ﻟﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ, ﺍﻧﻬﺎ ﺃﻣﻼﻙ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻚ . ﺛﻢ ﺃﻥ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻬﺪﻳﺔ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻭﺩﺳﺖ ﺑﻴﻦ ﺳﻔﺮﺍﺋﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻼً ﻣﻮﻫﻮﺑﺎً ﻓﻲ ﻓﻦ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻼﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﺼﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﺣﺪﺍ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻳﺪﺍً ﺑﻴﺪ . ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺳﻔﺮﺍﺀ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﻁ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﺍﻃﻠﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻫﺎ ﻭﺳﻠﻤﻪ ﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﺭﺩ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻧﺖ ﻟﻴﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﻓﻴﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻓﻜﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ( ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ﻓﺎﺗﺢ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ، ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ (ﺩﺍﺭﺍ ) ﻭﻓﺎﺗﺢ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻨﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ (ﻓﻮﺭ ) ﻭﺍﻋﻠﻤﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﺮﺑﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺜﻠﻚ ﺃﻭ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﻛﺒﻼﺩﻙ ﻓﺄﺫﻧﻮﺍ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻤﻮﺍ ﺇﻟﻲّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺑﺤﺮﺏ ﻻ ﺗﺠﻨﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻊ ﺳﻔﺮﺍﺀ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺳﻔﺮﺍﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ، ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺭَﺟُﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻗﺪ ﺃﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﺎﺀ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ ﻭﺗﺪﺑﺮﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍً ﺣﻴﻦ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﻃﻮﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺃﺧﻔﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺪ. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﻳﺪﺍ ﺑﻴﺪ




ﻓﺪﺳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺰﺍﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺛﻢ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﺘﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﻟﺴﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻦ ، ﻧﺤﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ( ﺩﺍﺭﺍ ) ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﺖ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺓ ﻭﺣﻨﻜﺔ ﻣﻦ ( ﻓﻮﺭ ) ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺣﻨﻜﻪ ﻭﻻ ﺗﺤﺴﺐ ﺇﻧﻲ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺜﺖ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﻄﻮﺗﻚ ﺃﻭ ﻃﺎﻣﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻜﻨﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺃﻭﻓﻖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻓﺎﻥ ﺃﺑﻴﺖ ﺍﻻ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻬﻠﻢ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻓﺎﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻣﻨﺎ ﺍﻻ ﺑﺄﺳﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻴﻚ )
ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﻣﻠﻴﻦ ﺭﺩﻫﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺿﺮﺑﺖ ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺒﻼﺩﻫﺎ ﺗﺄﻫﺒﺎ ﻟﻤﻼﻗﺎﺕ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻥ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻐﺰﻭﻫﺎ. ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺍﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮﻩ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻳﺮﻭﺡ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺪﺍﻫﻤﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺓ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺯﻭﺟﻪ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺳﺒﺎﻳﺎ . ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺠﻠﺒﻮﻩ ﻟﻴﺒﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺑﻤﺼﺮ.
ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺟﻨﺪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻊ ﺍﻛﺎﺑﺮ ﻗﻮﺍﺩﻩ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻓﺎﻃﻠﻌﻮﺍ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﻗﻮﺍﺩﺓﻩ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﺠﻮﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﺮﺓ ﻭﺟﻠﺒﻮﻩ ﺍﻟﻰ
ﻣﺼﺮ . ﺍﺑﻘﻰ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻗﺎﻡ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ( ﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ
ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻳﺎﻣﻮﻻﻱ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺃﺳﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻨﺎ ) ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻑ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻭﺃﻏﻠﻖ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻪ ﺫﺍﻙ ﻭ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻣﻪ . ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺩﻋﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺛﻢ ﺃﺟﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻣﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﺎﻧﻪ ﺗﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻭﻭﻗﻒ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﺩﺧﺎﻝ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺄﺳﻮﺭ ﺩﺧﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻬﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺠﻮﺑﻪ ﺑﺎﻻﻣﺲ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ، ﻓﺨﺮ ﺭﺍﻛﻌﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻋﺬﺭﻧﻲ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﻓﻘﺪ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻣﺲ ﺃﻧﻚ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻟﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺎﺭﻙ ﻭﻗﺎﺑﻠﺘﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ( ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻟﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻑ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺑﻠﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻓﻲ
ﺯﻱ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻓﻼ ﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺒﺴﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻲ ﺩﻭﻥ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻗﺼﺘﻚ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﺤﻘﻘﺖ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ، ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻳﺴﻌﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﺮﺭﺗﻪ ﺑﺸﺄﻧﻚ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ,ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻥ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪﻙ ﺍﻟﻰ ﻭﻃﻨﻚ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻣﻜﺮﻣﺎً ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻣﻴﺮﺍ ﻣﺜﻠﻚ ﻣﺴﻠﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻗﻴﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻻ ﺃﻋﻴﺪﻙ ﺍﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻙ ﺍﻻ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﻟﻚ ﺣﻘﻚ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﻥ ﺃﺭﺩ ﺍﻟﻴﻚ ﺯﻭﺟﻚ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺍﺧﺬﻭﻩ ﻣﻨﻚ )

ﻋﻘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺪﺏ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻼﺿﻄﻼﻉ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻟﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﻘﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ, ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻤﻬﻤﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻋﺴﻴﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﻟﻬﺎ؟؟
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮﻓﻲ ﺯﻱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ( ﺃﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺜﻨﻲ ﻭﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺘﺎﺭ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺃﻟﻒ
ﻓﺎﺭﺱ ﻣﻐﻮﺍﺭ ﺃﻗﺘﺤﻢ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺄﺳﺘﺮﺩ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺣﻘﻪ ﺛﻢ ﺃﻗﻮﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻴﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺃﺭﺿﻪ ﺳﺎﻟﻤﺎً ) ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﺟﻨﻮﺩﻙ ﺑﻨﻔﺴﻚ ) ﺍﻧﺘﺨﺐ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﻔﺄ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺍﻻﻏﺮﻳﻖ ﻭﺑﻨﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺃـﻮﻻً ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﺼﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻪ ﺫﻭ
ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺔ ﻓﺮﺳﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺮﺏ
ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً ﻟﺤﺮﺑﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﺨﻼﺻﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﻭﺃﻛﺎﺑﺮ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻟﻤﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﺮﺣﺔ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﺳﺎﻟﻤﺎً ، ﻭﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺗﻌﺎﻧﻘﻪ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻴﻪ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺘﻨﻜﺮﺍً ﻻ ﻳﺤﺴﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺳﺎً ﻓﺨﺎﻃﺒﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼً : ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺑﻘﺪﻭﻣﻲ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻻﻏﺮﻳﻘﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻧﺪﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻭﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻟﻤﻨﺎﺻﺮﺗﻲ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩ ﻟﻲ ﺣﻘﻲ ﻭﻋﺎﺩ ﺑﻲ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﺍﻟﻴﻜﻢ

ﻓﺎﻗﺒﻠﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﺷﺎﻛﺮﺓ ﺣﺎﻣﺪﺓ ﻟﻪ ﺣﺴﻦ ﺻﻨﻴﻌﻪ ﻭﻭﻋﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻣﻘﺪﺭﻳﻦ ﺑﻄﻮﻟﺘﻪ ﻭﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﺕ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺑﺈﻧﺰﺍﻟﻪ ﻫﻮ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻛﺮﺍﻣﻬﻢ .
ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺨﺮ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﺿﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﻭﺃﻛﺎﺑﺮ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺩﻋﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻻﻏﺮﻳﻘﻲ ﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺗﺸﻜﺮ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻦ ﺻﻨﻴﻌﻪ ﻭﻟﺘﺒﻌﺚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ




ﺳﻴﺪﻩ، ﺗﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﺨﺎﺻﻤﻴﻦ. ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺯﻱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻳﺮﻯ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺑﻬﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﺍﻋﻪ ﺟﻼﻟﻬﺎ ﻭﻭﻗﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ (ﻫﻴﻠﻴﻦ ) ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﻜﻰ ﻭﻛﺎﺩ ﻳﻔﻀﺢ ﺃﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ
ﺗﺴﺄﻟﻪ (ﻣﺎ ﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ؟ ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ ؟؟ ) ﻓﻘﺎﻝ : ﺩﻣﻮﻉ ﻓﺮﺣﺔ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺃﻗﻒ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﺮﻣﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺟﻼﻟﻚ ﻭﺍﻣﺘﻊ ﻃﺮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻃﻠﻊ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻃﻠﻌﺘﻚ ﻭ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﺭﻙ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺭﺁﻩ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻏﺘﺒﻂ ﺑﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ) ﻓﺴﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﺛﻢ ﺃﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﻸـ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﺍ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺑﺄﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﺍﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻳﺴﻤﻌﻬﻤﺎ ﺑﺎﺩﺭﺗﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ( ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ !! ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ !! ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻣﻮﻻﺗﻲ ، ﻟﺴﺖ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﻩ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻗﻮﺍﺩﻩ ) ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺗﻀﺤﻚ ﻣﻞﺀ ﺷﺪﻗﻴﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﺷﺪﻳﺪ ( ﻫﻞ ﺗﻄﻠﻌﻨﻲ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ؟؟ ) ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ : (ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻫﻞ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﺧﺪﻋﺘﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ) ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻨﺎﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ( ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻣﺘﻨﻜﺮﺍ ﻷﻭﻝ ﻟﺤﻈﺔ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻓﻴﻬﺎ ) ﻓﺄﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺃﺣﺲ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻻﺧﻔﺎﻕ ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺪﺭﺝ
ﺑﺤﻴﻠﺘﻪ، ﻓﺘﺎﺑﻌﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ( ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﺖ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ﻓﺎﺗﺢ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ،ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ( ﺩﺍﺭﺍ ) ﻭﻓﺎﺗﺢ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻨﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ (ﻓﻮﺭ ) ﻗﺪ ﺻﺮﺕ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻲ ﺃﻧﺎ ، ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ! ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﺃﻧﻚ ﺳﻌﻴﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﺳﺮﻙ ﺑﻘﺪﻣﻴﻚ ﻭﺃُﺧﺬﺕ ﺑﺬﻛﺎﺋﻚ . ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮﻙ ﻭﺍﺩﺭﺱ ﻣﻜﻴﺪﺗﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﺧﻀﺘﻬﺎ
ﻗﺮﺃﻳﺘﻚ ﺗﺮﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﻌﺪﻭﻙ ﺑﺎﻟﺪﻫﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﺠﻨﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻟﻜﻢ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻣﺘﻌﺔ ﻧﺰﺍﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻳﻨﺖ ﻟﻮﻟﺪﻱ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻋﺰﺕ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﻟﻴﺄﺧﺬﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺓ ﻭﻳﺠﻠﺒﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺜﺖ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭ ﻭﺃﻣﺮﺗﻪ ﺑﺎﻋﺪﺍﺩ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﻱ.
ﺃﺧﺬ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻀﺮﺏ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ ﻭﻳﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﻆ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ : ﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﻷﺳﻒ؟؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺇﻧﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﺁﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ. ﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﻫﻮ ؟؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺳﻴﻔﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ , ﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ ؟؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻗﺘﻠﻚ ﺑﻪ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺍﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻲ، ﻗﺎﻟﺖ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﺯﻫﺎﻕ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻧﻔﺴﻚ ؟ﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺫﻟﺔ
ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺒﻤﻘﺪﻭﺭﻱ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﺻﻔﻖ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺭﺟﺎﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻃﻊ ﺛﻢ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﺍﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻫﺬﺍ ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻲ ﺇﺫ ﺭﺩﺩﺕ ﺇﻟﻲ ﻭﻟﺪﻱ ﺳﺎﻟﻤﺎً . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻛﻔﻰ ﺗﻬﻜﻤﺎً ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻲ ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻮﻟﺪﻙ ﺍﻻ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﻬﺮﻙ، ﻓﺘﺠﻴﺒﻪ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ : ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺗﻬﻜﻢ ﺃﻧﺖ ﻗﺎﺋﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺳﺄﺭﺳﻠﻚ ﺣﺮﺍً ﻟﺘﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺘﻚ ﻣﻊ ﻓﺮﺳﺎﻧﻚ ﺍﻟﻤﻐﺎﻭﻳﺮ ﻭﺳﻮﻑ ﻟﻦ ﺃﻓﺸﻲ ﺳﺮﻙ ﻟﻠﺮﻋﻴﺔ ﺃﺟﻞ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺸﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ . ﺫﻭﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺘﻮﺝ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻓﻤﺎ ﺷﺮﻃﻚ؟؟

ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ: ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻬﺪﺍً ﺗﻘﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﻴﺎﺩﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ
ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ