ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ أبى خنيفة ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺻﻲ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﺸﻔﻮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺟﺎﺀ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﺛﻮﺑﺎً ﻣﻌﻴﺒﺎً، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ: ﻫﺬﺍ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺐ
ﺛﻢ ﺣﻀﺮ أبو حنيفة ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻌﺘﻪ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﻟﻢ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺭﺟﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ، ﻓﺄﺧﺬ أبو حنيفة ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ، ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺛﻮﺏ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﺑﻪ ﻋﻴﺐ، ﻓﺨﺬ ﺩﺭﺍﻫﻤﻚ ﻭﻫﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ: ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ؟ ﻗﺎﻝ أبو حنيفة: ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻏش ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ ) ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ: ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﺰﻳﻔﺔ، ﻓﺨﺬ ﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺃﺯﻳﺪﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ : ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ