التسليم هو سر النجاح .....
قال الامام الصادق _ عليه السلام _ ( انكم لاتكونوا صالحين حتى تعرِِفوا , ولا تعرفوا حتى تُصدقوا , ولا تصدقوا حتى تسلموا ... ابوابآ اربعه لايصلح اولها الا باخرها , ضل اصحاب الثلاثه وتاهوا تيها عظيمآ , ان الله تعالى لا يقبل الا بالعمل الصالح , ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود .) .
هذا الحديث الشريف من الاحاديث المهمه .. والذي يبين الالتزام الديني الحقيقي الذي يحيي النفس الانسانيه .. فالدين روح النفس ... فتعال معي لنفهم الدين ونعرف الطرق التي من خلالها نبني تديننا ..
الفهم الخاطىء للانتماء الديني ...
بعض الناس فهم الانتماء الديني بالفهم البيئي ولم يفهمه بالفهم السماوي الذي أتى به المعصومون _ صلوات الله عليهم اجمعين _ ويقصد بالفهم البيئي ان الناس فهمت الانتماء الى الدين عن طريق الثقافات .. والاعراف .. والتربيه .. وغيرها ... اي فرضت هذه الامور على الانسان دينآ لكنه لا يتسم بصلته مع السماء بل صلته مع البيئه والارض .. وبعباره آخره نحن فهمنا الدين كما نريد لا كما يريد الله سبحانه وتعالى .. فالله سبحانه جعل بينه وبين الخلق سفراء من بيوتهم يؤخذ الدين ويفهم .. وبسبب الابتعاد عن هذه البيوت المقدسه دفع ذلك ان تكون رؤيتنا للدين رؤيه ارضيه لا رؤيه سماويه .. وهذا مما ادى الى شقاء الانسان وتاخره .. وعدم فهمه للكثير من المفاهيم الالهيه ومنها مفهوم الانتماء الديني .. اذ نتصور ان صاحب الدين هو من يقوم بالاعمال الصالحه . كالصلاه . والصيام . والحج . والصدقه .. وما شابه ذلك مع ان هذا التصور تصور ناقص وخاطىء ..
اذا دققنا في حديث الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) نجد الدين يمر بعدة مراحل ... وهذه المراحل تكون مرتبه وفق نظام معين تبدا بمفهوم مهم للغايه بل هو شرط قبول جميع المراحل وهذا المفهوم وهذا الشرط هو ( التسليم ) .. نحن نعتقد ان الشخص الذي يريد ان يكون صاحب دين عليه ان يبدا بالاعمال الصالحه فتجره الى المعرفه ثم ان المعرفه تدفع الى التصديق ثم يصل بفعل هذه المراتب الى التسليم ... ولكن حديث الامام ( عليه السلام ) بين ان القضيه يجب ان تكون عكس ما نتصور اي : _ ان التسليم يجب ان يكون مقدمآ ومرافقآ لكل مراتب الدين ..
نشرح التسليم في الدرس القادم ان شاء الله ... والحمد لله رب العالمين