هل كان للعباس أولاد وهل استشهدوا في الطف مع الحسين(ع)؟
الجواب: ( الشيخ محمد صنقور حفظه الله )
كان عمر العباس بن علي يوم استشهد أربعاً وثلاثين سنة، لأنه ولد كما يذكر المؤرخون في سنة ست وعشرين من الهجرة في الرابع من شعبان.
وكان له خمسة أولاد وهم عبيد الله والفضل والحسن والقاسم ومحمد وبنت واحدة وقد استشهد من أولاده في كربلاء (محمد) كما ذكر شهراشوب في المناقب.
ولعل الشهيد محمد بن العباس هو عينه العباس الأصغر الذي قيل أنه استشهد في يوم عاشوراء، وذلك بقرينة ما ذكره النمازي في مستدركات علم الرجال أن أمه لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
حيث إن لُبابة كانت زوجة للعباس بن أمير المؤمنين (ع)، فلو صحَّ ذلك فإنه لا يمكن أن يكون العباس ابناً لعلي بن أبي طالب ويتعيَّن أن يكون ابناً للعباس بن علي بن أبي طالب.
ولأنه لم يذكر المؤرخون أن للعباس بن علي أكثر من ولدٍ استشهد في كربلاء لذلك احتملنا اتحاد محمد بن العباس مع العباس الأصغر.
وثمة قرينة أخرى تؤكد أن العباس الأصغر الذي استشهد في كربلاء ليس من أولاد أمير المؤمنين (ع) وهي ما رواه السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لما أُتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علَّق في لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض فقلت له رأس من هذا فقال رأس العباس بن علي (ع) تذكرة الخواص 253.
يمكن أن نستفيد من هذا الخبر أن العباس المذكور لم يكن ابن أمير المؤمنين وذلك بقرينة ما ورد في وصفه أنه كان غلاماً أمرداً فهو ليس العباس الأكبر قطعاً، وذلك لأنه لم يكن غلاماً أمرداً لأنَّ عمره كما ذكرنا قد تجاوز الثلاثين سنة، وأما أنه ليس ابن أمير المؤمنين فلأنه لو كان ابن أمير المؤمنين (ع) لكان عمره على أقل التقادير عشرين سنة لأن الإمام علي (ع) قد استُشهد سنة أربعين للهجرة والعادة تقتضي أن لا يكون الرجل في هذا العمر أمرد، وبذلك يقوى احتمال أن العباس المذكور هو ابن العباس بن علي (ع) ولأنه لم يُستشهد للعباس بن علي سوى ولدٍ واحد - كما يذكر ابن شهراشوب - فيتعين بناءً على ذلك أنه عينه محمد بن العباس والله أعلم.