من نبع عينيك
أملأ كؤوس الأرَقْ
من أوّل قطرةٍ فيها
حتى سكرة الغرَقْ
حين تغرب شمسك
أجلس بعيداً وحيداً
أودّع في الأُفق
أنوار وجهك والفلَقْ
يأسرني المكان
وينساني الزمان
ويحملني الهذيان
لحدود الشفَقْ
عند مقعدي
انتهت الدروب
وتلاشت الطيوب
وتوقفت دقات القلوب
وذاب مع الغروب
موعدنا واحترقْ
هل تكوني حبيبتي
أم أنك حلمٌ جميل
زار نومي
ومحاه الصبح وانسرقْ؟
ويأتي المساء
في أجمل رداء
ويلفّ شعرك السماء
في سواد الكبرياء
ومن وراء جفنيكِ
بين أوراق هدبيكِ
يصعد البدر عالياً
في ألقْ
يضيء ظلمة أحزاني
ويطلقني من خلف قضباني
أعتلي النجوم
وشهب الغسقْ
يأتي طيفك إلي
في أحلى ألوان ِ
يراقص الضوء
بين أجفاني
حورية بحرٍ من دخان ِ
توقظ إحساسي
وحنيني للحب
والقلقْ
أذهب معها
لعالم الجانِ
لحقول المرجانِ
لبساتين اللغاتِ
وكنوز الكلماتِ
تمشي قدميك فيها
فيورق تحتها زهرٌ
ويفوح عطرٌ
وينهمر شِعرٌ
ذاب حرفه فيك
ونطقْ
في سهري
أتعبّد فيك خرافاتي
وأصنع للغدِ ذكرياتي
وتختلط حدود
حبكِ وذاتي
أحببتك فتاتي
والحب رفيق الأرقْ
ويأتي الفجرْ
بطيئٌ كثواني الصبرْ
ويموت شعري
في آخر السطرْ
وتشرق الشمس
من جديد
خلف أمواجِ الوهم
العنيد
وأرجع صغيراً
ألحق أنوار وجهكِ
والفلقْ
وأنا لم أزل
في مقعدي وحيد
وليس معي
إلا وهم حبك
ملء أقداحي والحدقْ
د.أحمد شمسين