بسم الله الرحمن الرحيم
تتنامى في نفسية الانسان صفات من البهاءوالكمال والقوة والعزةواللذةوالسرور مالاتقدربقدر وكيف لا ؟ وهو مستغرق في حياة دائمة لازوال لها ونعمة باقية لانفاد لها ولا ألم فيها ولاغم فيها يأرقه ، وخيروسعادة لاشقاء معها .
فالمغرور من غرته الدنيا بمفاتنها وزينتها وزخارفها وأخذ لايفرق بين الحق والباطل الفاني ويستذله الشيطان ويوسوس له ويأخذ بظلم الناس ويقتل الابرياء ويعمل الزنى ويستغيب ويسرق ويكذب، ويجد صعوبة وضنكاً وعدم التيسير في حياته ، وقد أشار القران الكريم بشكل واضح على الاثار الدنيوية المترتبة على الفجور والانحراف عن الصراط المستقيم قال تعالى : ((وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ﴿8﴾ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿9﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ﴿10﴾ )) الليل .
وقال تعالى ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿124﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿125﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿126﴾ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ ﴿127﴾ طه .وهذه الاية تشير أن الله أعمى بصيرة النواصب التكفريين الفجرة فأنساهم ماأراد الله منهم وبشرهم بعذاب أليم .
ولعل أوضح الآيات الدالة على الرابطة المستقيمة بين فجور الانسان وأفساده في الارض وبين ظهور الكوارث الطبيعية والامراض الفتاكة بقوله تعالى ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿41﴾ الروم . أن الآية الكريمة خير شاهد ينطق بهذه الحقيقة فالاية تذكر أن المظالم والذنوب التي تكسبها أيادي الناس توجب فسادا في البر والبحرمما يعود الى الانسان كوقوع الحرب والقتل على الهوية وآباحة دم المسلم وهذا مايفعله النواصب في يومنا هذا بتكفير الشيعة وقتلهم وعدم أستقرار الامن وغير ذلك
من أختلال الاوضاع الجوية والارضية وظهورالعواصف الترابية التي تضر الانسان في حياته ومعاشه ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴿30﴾ الشورى. وكذلك قوله تعالى ((ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿11﴾ الرعد.
يا أخي الانسان الظالم أتقي الله وتنازل عن حقك الوهمي الذي بنيته لنفسك في عقلك،(( وما من يد الا يد الله فوقها وماظالم الاسيبلى بالظلمِ )) ومن الاقوال الماثورة ((ياظالما جارَفيامن لانصير له الا المهين لاتغتر بالمهلِ غداً تموت ويقضي الله بينكما بحكمة الحقِ لابالزيغِ والحيلِ )). وما يمنعك أيها الانسان الظالم أن تكون أنسانا مؤمنا ،
فالأنسان المؤمن المتقي يبارك الله فيه بقوله تعالى ((مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾)) المائدة. وقوله تعالى ((ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿2﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿3﴾ )) الطلاق.
والمتقي يجعل الله قلبه مطمئننا بقوله تعالى (( الَّذِينَ آمنوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴿28﴾)) الرعد.
أخواني أخواتي فلتكن قلوبنا مطمئنة بذكر الله فليرحمكم الله .
أسألكم الدعاء