بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



والايمان هو نور الداريــن ؛ فهو نور في الدنيا ، وبه يميز المؤمن بين الحق والباطل ، وبين الظلم

والعدل ، وبين الخطأ والصواب . في حين ان ذلك الذي يتبع هوى نفسه ، وشهواته فان جميع

الامور سوف تختلط عليه ، ولذلك جاء في الدعاء الشريف :

{ اللهم أرني الحق حقا فأتبعه ، والباطـل باطلا فأجتنبه ، ولا تجعله عليَّ متشابها فاتبع هواي بغير
هدى منك } .

وفــي الحقيقـة فان الذين لا يؤمنون حق الايمان ، ويتبعون الهوى والشهوات هم

عمي في قلوبهم . ومن المعلوم ان عمى القلب هو اشد واسوء من عمى العين ، لانه يورث

العمى في الآخرة ايضا كما يشير الى ذلك - تعالى - في قوله : { وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي

الاَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } ( الاسراء / 72 ) . فالذي لا يبصر الحقائق في هذه الدنيا رغم ما أوتي

من اسباب الرؤية والابصار لايمكنه ان يبصرها غدا في الآخرة ، بل انه سيزداد عمى ، وفقدانا

لهذه البصيرة ، اللهم الا عندما تتكشف له الحقائق وعندها لا ينفعه الايمان كما يصرح بذلك العلي

القدير في قوله :

{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا

خَيْراً } ( الانعام /158 ) .

اما الانسان المؤمن فان له يوم القيامة نورا ساطعا في وجهه يضيء له طريقه ، فيبصر به

الصراط المستقيم من بعيد ، وله نور يشع من جوانبه ، في حين ان الملائكة والنبيين والمؤمنين

يحيونه ، ويسلمون عليه كما يؤكد على ذلك القرآن الكريم في قوله :

{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمَانِهِم بُشْـرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي

مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ( الحديد / 12 ) .