ادلهمّ الكـون حولـي وأطْبقَـت سحـب الكآبـة
أغرقَت جوفي بدمعي وأهلَكـت أخضـر حقولـي
وينكم يا ربع عمري؟ من بقى مـا صـك بابـه؟
ما بقى لي صاحبٍ أرمي عليـه أهْـوَن حمولـي
الكتابة عن همومـي ذنـب أفْشَـل فـي ارتكابـه
هكذا حزني أنانـي غيـر فرْحـي للّـي حولـي
من همـوم النـاس أبنـي دافعـي لجـل الكتابـه
ما حسَبْت حساب ضاقوْا بْما كتبت أو صفّقوا لـي
ما تعبت أرقى و أرقـى بالدُّعـاء حالـي تشابـه
مقدر انزِل لو أبنزل غصب ترقـا بـي رجولـي
لي إلهٍ جـلّ شانـه عنـدْ مـا أكـون فْـرِحابـه
في ركوعي في سجودي أصْعَد فْي قِمّـة نزولـي
لي مكانٍ في الكواكـب ذا طموحـي لسْـتُ آبَـه
نجم عالي ذا مكانـي عـل موتـي هـو أفولـي
ما فعلت الخير أرجـي مـن بشـر فانـي إثابـه
عالمٍ ربّي بقصـدي ومـا سبَـبْ أطيـب فعولـي
جُل خيرٍ قد فعلتَـه كنـت فـي عَكْسَـه أ ُجَابـه
لم يفاجئنـي جحـود ولـم يُثِـرْ حتـى فضولـي
يا زماني قبل غدرك كنـت أقـول الدنيـا غابـه
يا زماني بعد غدرك مـا نقـص مـا زاد قولـي
أربعيـنٍ مـن تجـارب أربعيـنٍ مـن غـرابـه
أربعيـنٍ مـن تأمُّـل شكّلـت ذاتـي و ميـولـي
كـلّ احـد يقضـي حـياته بيـن تـقصيـر وإنـابه
يـستحـيل إنّك تلاقـي لأي احد وصـفٍ شـمولي
الكِبِـر أردى الخطايـا مــا تجـبّـه استتـابـه
أستعيذ بربّي منّـه فـي خروجـي فـي دخولـي
النفاق اكبر رمـوزه كـان فـي عهـد الصحابـه
كيف عاد الوقت هذا ؟ كل شبـرٍ بـه " سلولـي "
الرضوخ أصبح فضيله وقول " لا " أصبح دُعابـه
والمشاكـل مبتدعهـا قـال : تِلْزِمْكُـم حلـولـي
كيـف تغييـر المعانـي يُرجِـع الحـقّ لْنصَابـه
والثوابـت مستباحـه عنـد ذول و عنـد ذولـي
كـل حـقٍ دون قـوّه زاهـق و ثابـت ذهـابـه
يُكْتَب التاريخ ناصع للقـوي لـو هـو " مَغولـي"
العـدو بالحيـل قـرّب واضـحٍ تكشيـر نـابـه
وبعضنا لازال يسـأل ظنّكـم أسـرِج خيولـي ؟
بين تفريط و تطـرّف تـاه جيلـي فـي خِطابـه
خير أموري هو وَسَطْهَا طال عـن هـذا غفولـي
احترس يا ذيب و احذر من زمن سـادَت كلابـه
الوفا بَـه صـار عِجْبـه والغـدر فعـلٍ بطولـي
لا تثـق بالّـي تثـق بـه بـد شكّـك وارتيـابـه
كم عُهُرْ سافِـرْ يُغطّـى بْملْمَـحٍ طاهـر طفولـي
عنـدي للدنيـا سـؤال ومـا أبـي منهـا إجابـه
هو يغيّر شـي رفضـي أو حيـادي أو قبولـي ؟
كـن يـا دنيـا همومـك جُمِّعَـت مثـل الذّيابـه
سالمَت كل اللّي قبلـي تنتظـر لحظـة وصولـي
كلّ غـدرك مـا يسـاوي فـي موازينـي ذبابـه
ربّمـا لـوّك وفيتـي كـان أرّقْـنِـي ذهـولـي
يا عذولي هاك بوحي هـاك جرحـي و انسكابـه
ما سوى ذا وقت سَانح قـم بـدورك يـا عذولـي
أتعبتنـي هالقصيـده فكـر و جـروح ورتـابـه
بـس يـا هـذي القصيـده أقصريهـا لا تطولـي
يا كريـم يحـب عَفْـوهْ رحمِتَـه تسبـق عذابـه
ألطـف بذلّـي أمامـك حينمـا يَحْتُـمْ مثـولـي
الشاعر عبد الرحمن بن مساعد