*****السيرة النبوية الشريفه
ما قبل مولده صلى الله عليه وسلم
***********
( 1 )
يا مصطفى أخبرتنا عنكم الكتبُ
إذ كنت َ أنت الذى فى الغيب تـُرتقبُ
مذ كان آدم بين الطين مستترا ً
والماء ــ من قبل أن يبري لنا نسبُ
براك ربك من أنواره قبسا ً
فى أصلب الخلق للأعقاب ينسرب
كل النبيين منك النور قد قبسوا
ودعوا بدعواك أجيالا لك انتسبوا
جاءوا تباعا ً وذات الدرب قد سلكوا
ولوحدة الله عاشوا العمر واحتسبوا
قد وحدوه إلها ً واحدا ً أحدا ً
فلا يكون له ثان ٍ... ولا يجب ُ
( 2 )
نادى على قومه نوح وأنذرهم
والقوم فى ضرم الإشراك تلتهب ُ
وأتى الخليل حنيفا ً قائما ً فهما
من بعد شك ٍ تداعت عنده الريَبُ
فما تكون تلك الدمى التى انتصبت
صُمّـا ً وبكما ً وعميا ً .. كيف تطلب ُ
ما هذه الشمس ربي لا ولا قمر
كلا و لا نيرات الأفق والشهبُ
قالكل يأفل ُ لا يبقي له كبر
وكيف يظهر ربّ ٌ ثم يحتجبُ
وجد الإله الذي قد ظل يطلبه
فى نفسه واهتدى وانزاحت الحجب ُ
فإن قوّة ً فوق القوي انفردت
خلاقة وحدها آياتها عجب
وقام يصدع بالإيمان ما انصدعت
به النفوس وقد أضري بها العطب ُ
موسي وعيسي على آثاره مشيا
كل يروي ثري قد صابه الجدب ُ
والرسل غيرهما تتري وكلهم
داعون لله ما حلوا وما اغتربوا
( 3 )
*****
وبعثت يا مصطفى وغدوت َ خاتمهم
وأنت أولــــُـهم معنىً إذا حُسـِبـــــوا
وجئت َ والنــاسُ فى أقصي تململهم
من الحيــــــاة التى تشكـــو وتنتحب
أحلامهـــــم سَفـَـه ٌ.. آمالـُهــم نــزق ٌ
وقلوبهـــم بالهـــوى تلهـو وتحترب
قبائل العـُرْب شتــى فى مشــاربهم
متفرقــــون وبالإلحـــاد قد عصبـوا
عاشـــوا على نهم والإثم مرتعهـــم
والشر دومـــا له فى ساحه ِ غلــب
إن كان ضغـــن فأضغـــان مؤلبة
تذكى الصراع على أحقادهم دأبوا
السيف فى غمــــده لا يستقـــر به
إلا ليستل وليــــوقد به الضـــــرب
عافوا الضميروخاقوا الأمن فاقتتلوا
أما الســــــلام فأمر ليس يُـرتقـــبُ
هاموا غبـــــاءا ً بأحجـــار مسندة
عكفوا عليها جثيا ً وهى تنتصب
قد ألــهوهــا فأربابٌ لهـــم كـُثــُرُ
يدعونها إن نأوْ عنها أو اقتربــوا
يتقربـــون لهــــــا زلفي لتـنفعهــم
وتذود عنهـــــم إن نابتهم النـٌـوَبُ
يا للعقول التى فى جهلها جمدت
فإذا الجمـــــاد لهـــا ربّ ومنقلبُ
حلفاء ابليس فى صفـو ٍ وفى كدر ٍ
دنياهم اللهو والإربــــاء والقضبُ
يتبع