ما من شك من أن عدم الاهتمام بالصلاة ذنب عظيم، ومعرفة هذا الأمر مقدمة لاجتنابه.

1 ـ ففي رواية عن الصادق (ع) قال في تفسير الآية الواردة في ذم عدم الاهتمام بالصلاة[8] "تأخير الصلاة عن أوّل وقتها لغير عذر"[9].

ومن الواضح أن المراد بالعذر هو الضرورة الحادثة التي لا تقبل التأخير، والعمل ليس كذلك، إذ لو كان هو المانع من الصلاة لزم تأخيره لحضور وقت الصلاة، ولا تؤخر الصلاة لأجل العمل.

2 ـ وفي رواية على الإمام علي (ع) قال: "من أحسن صلاته حين يراه الناس وأساءها حين يخلو فتلك استهانة"[10].

إن نظرة عابرة عن صلواتنا في السر والعلن تكشف لنا إن كان اهتمامنا بالصلاة أم بالناظرين الحضور.


3 ـ جاء في رواية عن الإمام (ع) قال: "ما وقر الصلاة من أخّر الطهارة لها حتى يدخل وقتها" فما من عمل يولى أهمية إلا أُعدت مقدّماته قبل حلول وقته. تُرى أي ضيافة حلّ وقتها ونحن لا نفكر في ارتداء الثياب والاستعداد لها؟!

4 ـ أليس جهلنا وغفلتنا عن معاني الألفاظ التي نردّدها عشر مرّات في اليوم من خلال الصلاة إهمالاً لها؟! فلو كان لمخاطبنا بعض الأهمية عندنا أما كنّا نعتقد بضرورة تعلم معاني حوارنا معه، ونجوانا إياه، فنقف على الفهم الصحيح لكلامنا معه؟! كيف يسوغ لنا أن نتعلّم لغة بلدٍ من خلال إقامة قصيرة فيه، ونعرف اسم ورسم الطريق بالمرور منه مرّة أو مرّتين، ونبحث لدى رؤيتنا بناء عن اسمه، واسم بانيه، وخصائصه، ثم نغفل عن هذه الأمور في الصلاة؟! أليس هذا غاية الإهمال والتجاهل لدور الصلاة؟!