النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

قصيده للشاعر بدر شاكر السياب

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 726 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المؤرخ
    ~❤المميز❤~
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: على ارض الله الواسعه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,748 المواضيع: 208
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 781
    مزاجي: متقاعد-_*
    المهنة: طالب كلية
    أكلتي المفضلة: كنتاكي
    موبايلي: Galaxy Note3
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الوليد
    مقالات المدونة: 15

    قصيده للشاعر بدر شاكر السياب

    أنشودة المطر
    عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
    عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
    وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
    يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
    كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
    وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
    كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
    دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
    والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
    فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
    ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
    كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

    ودغدغت صمت العصافير على الشجر
    أنشودةُ المطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
    تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
    كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
    بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
    فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
    قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
    لا بدَّ أن تعودْ

    أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
    وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
    وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
    بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
    كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
    ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
    وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
    سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
    كأنها تهمّ بالشروق
    فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
    أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
    فيرجعُ الصّدى

    في الوادِ من أثرْ .
    أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
    وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
    يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
    عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
    " مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وفي العراق جوعْ
    وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
    لتشبع الغربان والجراد
    وتطحن الشّوان والحجر
    رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
    ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    كأنّه النشيجْ :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى .. "
    أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
    ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
    حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
    لم تترك الرياح من ثمودْ
    وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
    في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
    تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
    كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
    ويلعن المياه والقَدَر
    وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
    مطر ..
    مطر ..
    كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
    وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
    وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

    ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
    تغيمُ في الشتاء
    ويهطل المطر ،
    وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
    ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    في كل قطرة من المطر
    حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
    وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
    أصيح بالخليج : " يا خليج .

    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
    فيرجع الصدى
    كأنَّه النشيج :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى . "
    وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
    على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
    وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
    من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
    من لجَّة الخليج والقرار ،
    وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
    من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
    وأسمع الصدى
    يرنّ في الخليج
    " مطر ..
    مطر ..
    مطر ..
    في كلّ قطرة من المطرْ
    حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعة من الجياع والعراة

    وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
    ويهطل المطرْ ..

  2. #2
    صديق فعال
    حفيدة المتنبي
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 430 المواضيع: 17
    التقييم: 101
    مزاجي: دوبلوماسي
    المهنة: طالبة اعداديه وكاتبه روائيه في مسرح الكويت
    أكلتي المفضلة: برياني هندي
    موبايلي: Galaxy s3 ،iphon7plus
    آخر نشاط: 11/October/2017
    مقالات المدونة: 4
    حلووووو

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: Iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 10,059 المواضيع: 1,184
    صوتيات: 33 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 6613
    مزاجي: :)
    المهنة: A private company
    أكلتي المفضلة: Grilled fish
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 8
    شكرا على القصيدة ... ينقل للقسم المناسب

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال