هل نحن مسؤولون عن ولاية أمير المؤمنين (ع)؟
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) الصافات / 24
تتناول هذه الآية الشريفة مسألة مهمة تتعلق باليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين، حيث تأخذهم الصيحة العظيمة وإذا بالناس قيام ينظرون وينتظرون، وتتجلى هناك المسؤولية الكبرى والتي طالما تهرَّب منها الظالمون والباغون والحاقدون في دار الدنيا، فتتهاوى وتتهدم كل حججهم ومبرراتهم التي زعموا أنها كفيلة بأن تدعم موقفهم وتخلصهم من جزاء الأعمال، ولا ينتهي بهم الأمر فقط إلى هدايتهم إلى نار السموم وصراط الجحيم الذي يسيرون عليه جزاء أعمالهم وعميهم عن طريق الهدى والحق الذي أمر الله تعالى الخلق باتِّبَاعه فتأتيهم الطَّامَّة الكبرى: وَقِفُوهُم: لماذا؟ ليسأل هؤلاء. عن ماذا؟ إنهم مسؤولون عن إمامهم الذي ضيعوه وخطهم الديني الذي حرّفوه وأفكارهم وأباطيلهم التي اتبعوها وعجلهم الذي عبدوه.
وقد أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص)قال: "وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي"، وكذا أشار الواحدي عندما قرأ الآية المباركة فقد قال بعدها: "أي عن ولاية علي وأهل البيت (ع) لأنَّ الله تعالى أمر نبيه (ص)أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبيلغ الرسالة أجرًا إلا المودة في القربى"، والمعنى المراد: أنهم يسألون: "هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي (ص)أم أضاعوهم وأهملوهم فتكون عليهم المطالبة"الصواعق المحرقة/ص229.
وقد جاء عن الإمام الرضا (ع) أن عليًا (ع) ذكر حاكيًا عن النبي (ص)قوله: "وعزة ربي إن جميع أمتي موقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته، وذلك قوله تعالى وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾، قال: عن ولاية علي (ع).
وبالإسناد عن علي (ع) قال: قال النبي (ص): "أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت". وجاء في الحديث الشريف المنقول عن أنس بن مالك قول رسول الله (ص): "إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، ونصب الصراط على شفير جهنّم فلم يجز عليه إلا من كانت معه براءة من علي بن أبي طالب (ع)".