بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


محمد بن إسحق بإسناده عن سعيد بن جبير و عكرمة عن ابن عباس أن النضر بن الحرث بن كلدة و عقبة بن أبي معيط أنفذهما قريش إلى أحبار اليهود بالمدينة و قالوا لهما سلاهم عن محمد و صفا لهم صفته و خبراهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول و عندهم من علم الأنبياء ما ليس عندنا فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار اليهود عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و قالا لهم ما قالت قريش فقال لهما أحبار اليهود اسألوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل و إن لم يفعل فهو رجل متقول فرأوا فيه رأيكم سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب و سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض و مغاربها ما كان نبؤه و سلوه عن الروح ما هو و في رواية أخرى فإن أخبركم عن الثنتين و لم يخبركم بالروح فهو نبي فانصرفا إلى مكة فقالا يا معاشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم و بين محمد و قصا عليهم القصة فجاؤوا إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فسألوه فقال أخبركم بما سألتم عنه غدا و لم يستثن فانصرفوا عنه فمكث (صلى الله عليهوآلهوسلّم) خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا و لا يأتيه جبرائيل حتى أرجف أهل مكة و تكلموا في ذلك فشق على رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ما يتكلم به أهل مكة عليه ثم جاءه جبرائيل (عليه السلام) عن الله سبحانه بسورة الكهف و فيها ما سألوه عنه عن أمر الفتية و الرجل الطواف و أنزل عليه و يسألونك عن الروح الآية قال ابن إسحق : فذكر لي أن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال لجبرائيل حين جاءه لقد احتبست عني يا جبرائيل فقال له جبرائيل (عليه السلام) و ما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا الآية .