بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

م/ معنى السورة في القران الكريم

قال الشيخ الطوسي :
وأما السورة - بغير همز - فهي منزلته من منازل الارتفاع، ومن ذلك سور المدينة سمي بذلك - الحائط الذي يحويها لارتفاعه عما يحويه غيران سور المدينة لم يجمع سورا، وسورة القرآن تجمع سورا. وهذه أليق بتسميته سور القرآن سورة.
قال النابغة
ألم تر ان الله اعطاك سورة
يرى كل ملك دونها يتذبذب
يعني منزلة من منازل الشرف التي قصرت عنها الملوك.
واما من همز السورة من القرآن، فانه أراد به القطعة التي انفصلت من القرآن وأبقيت وسؤر كل شئ بقيته. يقال اسأرت في الاناء أي ابقيت فيه قال الاعشى بن ثعلبة، يصف امرأة
فبانت وقد أسأرت في الفؤا
د صدعا على نأيها مستطارا[1]
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
وقال العلامة صاحب الميزان :
"بحث آخر روائي و قرآني"
متعلق بقوله تعالى: "و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" ثلاثة فصول:
1 -إن للقرآن الكريم أجزاء يعرف بها كالجزء و الحزب و العشر و غير ذلك و الذي ينتهي اعتباره إلى عناية من نفس الكتاب العزيز اثنان منها و هما السورة و الآية فقد كرر الله سبحانه ذكرهما في كلامه كقوله: "سورة أنزلناها": النور: 1 و قوله: "قل فأتوا بسورة مثله": يونس: 38 و غير ذلك.
و قد كثر استعماله في لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الصحابة و الأئمة كثرة لا تدع ريبا في أن لها حقيقة في القرآن الكريم و هي مجموعة من الكلام الإلهي مبدوءة بالبسملة مسوقة لبيان غرض، و هو معرف للسورة مطرد غير منقوض إلا ببراءة و قد ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنها آيات من سورة الأنفال، و إلا بما ورد عنهم (عليهم السلام) أن الضحى و أ لم نشرح سورة واحدة و أن الفيل و الإيلاف سورة واحدة.[2]


وقال الطبري :
والسورة، بغير همز: المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سُور المدينة، سمي بذلك الحائطُ الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه. غير أن السُّورة من سُور المدينة لم يسمع في جمعها "سُوَر"، كما سمع في جمع سورة من القرآن "سور". قال العجاج في جمع السُّورة من البناء:
فرُبَّ ذِي سُرَادِقٍ مَحْجُورِ ... سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ[3]
....
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وقال القرطبي :
باب ذكر معنى السورة والآية والكلمة والحرف
معنى السورة في كلام الإبانة لها من سورة أخرى وانفصالها عنها وسميت بذلك لأنه يرتفع فيها من منزلة الى منزلة قال النابغة :
( ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب )
أي منزلة شرف ارتفعت اليها عن منزل الملوك وقيل : سميت بذلك لشرفها وارتفاعها ما يقال لما راتفع من الأرض : سور وقيل : سميت بذلك لان قائها يشرف على ما لم يكن عنده كسور البناء كله بغير همز وقيل سميت بذلك لأنها قطعت من القرآن على حدة من قول العرب للبقية : سؤر وجاء في أسآر الناس أي بقاياهم فعلى هذا يكون الأصل سؤرة بالهمزة ثم خففت فأبدلت واوا لانضمام ما قبلها وقيل : سميت بذلك لتمامها وكمالها من قول العرب للناقة التامة[4]

والحمد لله رب العالمين