شناشيل البصرة ..فن الماضي وتراث المستقبل
شّيدت شناشيل البصرة في الثلاثينيات وألأربعينيات من القرن الماضي وكانت تضم هذه الشناشيل أبرز الشخصيات العراقية من السياسيين والكتاب والأدباء والفنانين ،وكان طراز هذه الشناشيل يختلف من مكان لآخر تبعا لثقافة المنطقة أو المدينة ،وتضم مناطق الشناشيل عشرات البيوت والمنازل وأن سكان هذه المناطق كانوا من قوميات وأديان مختلفة لكنهم يعيشون بسلام ومحبة ووئام،وبحسب مارواه لنا احد أقدم الساكنين فيها والذي لايزال يسكن في بيته بسبب اعتزازه به :
الأستاذ علي حسين علوان وهو تربوي من البصرة :وقال أن هذه المنازل المتآكلة الجدران حاليا كان جُل ساكينها هم من يهود العراق أنذاك لكنهم هجروها بسبب التهجير القصري الذي آطالهم في تلك الفترة .
أن نمط بناء هذه المنازل هي على الطريقة الشرقية حيث كان الأسطوات انذاك تراعي الثقافة المتبعة للمنطقة وأن هذه البيوت تراها متشابكة ومختلفة الواحدة عن الاخرى من حيث النقوش،وساد هذا النوع من البناء حتى مطلع الخمسينيات الذي شهد نهاية بناء هذا الطراز المعماري .
ويرى البعض أن عزوف الناس عن بناء هذه الشناشيل يرجع السبب وراء وفاة أغلب أسطوات هذه الشناشيل ولأن الأسطوات الجديدة لاتجيد هذا الفن مثلما كان في السابق،في حين يرى آخرون ان التطور الذي شهده العالم يرجع وراء أختفاء هذه التقاليد في البناء وأن كانت جزءا من الثقافة في يوم من الأيام .
وأضاف علوان أن هذه المنطقة خرجت الكثير من الشخصيات حتى وصل بعضهم إلى البرلمان في زمن الملك فيصل وعبد الآله ونوري سعيد ومن أهم هذه الشخصيات هو (جعفر البدر) حيث كان نائبا عن البصرة في المجلس النيابي انذاك ورئيس الحزب الوطني الديموقراطي..
وكانت منطقة الشاشيل تسمى انذاك بموسكو الصغرى نظراً لأنتشار الفكر اليساري التقدمي في تلك الحقبة وتأثر أغلب الشباب به حيث نشأت خلايا الحزب الشيوعي العراقي من هذه المنطقة ,
وكذلك خرج من هذه الشناشيل وزراء وأدباء وفنانين حيث كتب وتغنى الكثير منهم بها ومن ابرز الشعراء الذين كتبوا عن الشناشيل هو الشاعر بدر شاكر السياب .
وفي النهاية طالب سكان هذه الشناشيل الحكومة العراقية أن تنظر الى هذه الشناشيل نظرة واقعية لان هذه الشناشيل لو أعيد ترميمها لربما تعود بالفائدة على البلد سياحيا بالأظافة الى كونها أرث حضاري علينا الأحتفاظ بها لنفخر به لأجيالنا في المستقبل..