<< بسم الله الرحمن الرحيم >>

في أن نورها خلق قبل أن يخلق الأرض والسماء


والعلة التي من أجلها سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة صلوات الله عليها


1 - معاني الأخبار : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن فضال ، عن عبد الرحمان بن الحجاج ، عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه قال : قال رسول الله : خلق نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟ فقال : فاطمة حوراء إنسية قالوا : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟ قال : خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم .
قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش ، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال : التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد ، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل فقال لي : السلام عليك ورحمة الله و بركاته يا محمد ! قلت : وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل ، فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام قلت : منه السلام وإليه يعود السلام قال : يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة .

فأخذتها وضممتها إلى صدري ، قال : يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال : يا محمد ما لك لا تأكل كلها ولا تخف فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة قلت : حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة ؟ قال : سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عز وجل ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ) يعني نصر فاطمة لمحبيها .

بيان : لعل هذا التأويل مبني على أن قوله ( من بعد ) قبل قوله ( يومئذ ) إشارة إلى القيامة .


2 - علل الشرائع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه عن جابر ، عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله قال : قيل يا رسول الله إنك تلثم فاطمة وتلزمها وتدنيها منك وتفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك ؟ فقال : إن جبرئيل أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة فأنا أشم منها رائحة الجنة .


3 - علل الشرائع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن عمر بن عمران ، عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن جبلة المكي ، عن طاووس اليماني ، عن ابن عباس قال : دخلت عائشة على رسول الله وهو يقبل فاطمة فقالت له : أتحبها يا رسول الله قال : أما والله لو علمت حبي لها لازددت لها حبا إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل ثم قيل لي ادن يا محمد فقلت : أتقدم و أنت بحضرتي يا جبرئيل قال : نعم ، إن الله عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلك أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة .


ثم إني صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت : يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟ فقال : هذه لأخيك علي ابن أبي طالب وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة .

ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة .

4 - تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبد الله قال : كان رسول الله يكثر تقبيل فاطمة فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله : يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها .

5 - مناقب ابن شهرآشوب : أنس بن مالك قال : سألت أمي عن صفة فاطمة فقالت : كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب وكانت بيضاء بضة . عطا ، عن أبي رباح قال : كانت فاطمة بنت رسول الله تعجن وإن قصبتها تضرب إلى الجفنة وروي أنها كانت مشرقة الرباعية .
جابر بن عبد الله : ما رأيت فاطمة تمشي إلا ذكرت رسول الله تميل على جانبها الأيمن مرة وعلى جانبها الأيسر مرة وولدت فاطمة بمكة بعد النبوة بخمس سنين وبعد الاسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادى الآخرة وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر وقبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة .

بيان : كفرت على البناء للمجهول أي إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها وعفافها أو لامكان النظر إليها وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت الغمام لنورها ولمعانها ، ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس في حالتي ابتداء الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي أحاطت ببعض الشمس أو يقال : التشبيه بها في الحالتين لجمعها فيهما بين الستر والتمكن من النظر ، وعدم محو الضوء والشعاع ، وعلى التقادير مأخوذ من الكفر بمعنى التغطية يقال : كفرت الشئ أكفره بالكسر كفرا أي سترته .
والبضاضة رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنى شئ .