بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم:


ذكر أرباب التاريخ كالسيد ابن طاووس وغيره أنّ ابن زياد جلس في القصر , وأذن للناس إذناً عامّاً , وجيء إليه برأس الحسين (عليه السّلام) فوُضع بين يديه في طشت ، واُدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه , وجاءت زينب ابنة علي أمامه وهي متنكرة ، فسأل ابن زياد : مَن هذه المتنكرة ؟
فقيل له : هذه زينب ابنة علي .
فأقبل عليها بوجهه ، فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب اُحدوثتكم(1) .

فقالت (عليها السّلام) : الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة , وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنما يُفتضح الفاجر , ويُكذب الفاسق ، وهو غيرنا .

فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟

فقالت : ما رأيت إلاّ خيراً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا على مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ , ثكلتك اُمّك يابن مرجانة !

فغضب اللعين وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة , والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المردة من أهل بيتك .

فقالت : لعمري , لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت .

فقال (لعنه الله) : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً .

فقالت : يابن زياد ، ما للمرأة المسبية والسجاعة ! وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً .