إيناس جبار
بالعودة الى الماضي القريب، في ضوء مجتمع شرقي كالعراقي، كان ليس من السهل التحدث باثبات النسب والبنوة باعتبارها خطا احمرا تتعلق باخلاقيات الرجال.. مع التطور الحاصل في الوسائل التقنية وزيادة الوعي الاجتماعي بات الطرح طبيعياً، ما يعزز ذلك اقبال ملحوظاً على المحاكم من ذوي العلاقة ما يدل على زيادة في الثقافة القانونية للفرد العراقي والتي عادة ما يتهم بأنه يفتقدها، لكن هذا لايمنع بأن بعض الظواهر السلبية افضت الى استخدام هذه الوسيلة تحت عنوان (رب ضارة نافعة)، والحديث هنا لايبتعد عن الاحداث الامنية التي مر البلاد ما بعد 2003 من جرائم اختطاف ومتاجرة بالاطفال واعمال تخريب ارهابية اودت بحياة الاهالي وضياع الاطفال على قارعة الطريق يبحثون عن ذويهم لكن من دون جدوى. مراسل المركز الاعلامي للسلطة القضائية في محكمة الاحوال الشخصية في الضلوعية افاد بحادثة غريبة نوعا ما بدعوى رفعت في المحكمة تتطلب رحلة اثبات وصبر للوقوف على النتيجة وبين الانتظار وترقب الفحص يعيش صاحب الدعوى رحلة لايعرف نهايتها ، يقول مراسل المركز عن واقعة الدعوى بتاريخ 1/6/ 1998 فقد الطفل ( ابرهيم ) والذي عرف باسمه فيما بعد ، عندما كان عمره عاميين وعثرت عليه احدى العوائل في مدينة كركوك في ظروف غامضة لم تعرف ملابساتها وقامت بتربيته وبقى عندهم حتى عام 2006 حيث أخبرته تلك العائلة بالحقيقية وبأنه ليس ابنهم وبدء ابراهيم رحلة البحث عن اهله الحقيقين. سمعت احدى العوائل في ناحية الضلوعية بذلك وهي عائلة ع ح والتي فقدت ولدها منذ ان كان عمره عامين وتوجهه الى مدينة كركوك واخبره ابراهيم انه ولدهم الحقيقي وحضر معهم الى مدينة الضلوعية وفي احد الايام حدثت مشكلة في عائلة عبد الحميد وقام احد افراد العائلة بالتجاوز على ابراهيم واخباره انه ليس ابنهم وانه لقيط مما اثار غضبه ودفعه الى الحضور الى محكمة الاحوال الشخصية في الضلوعية واقام دعوى على المدعي عليها فرحة علي سلمان والتي هي والدته وطلب دعوتها للمرافعة والحكم بأثبات نسبه اليها حيث سارعت محكمة الاحوال الشخصية في الدعوى وقامت بأرسال المدعي ابراهيم والمدعي عليها امه (ف ) وولدها (ه ش ) الى المعهد الطبي العدلي في بغداد لاجراء فحص ( دي ان اي ) عليهم وقد وردت الاجابة من المعهد الطب العدلي بأن نتائج الفحص غير متطابقة وهناك تعاكس في نتائج الفحص وان المدعي ابراهيم ليس ولدهم مما دفعه للاستعانة باحدى القنوات الفضائية العراقية ليطالب من خلالها العوائل التي فقدت طفل بعمر عامين بالحضور الى الضلوعية وبالفعل حضرت ثلاث عوائل تبحث عن ولدها حيث وقف ابراهيم في حديقة المحكمة لايعرف من هي عائلته الحقيقية. العائلة الاولى هي عائلة "ض ح م" التي فقدت ولدها خالد عام 1998 في مدينة بغداد اليوسفية والعائلة الثانية هي عائلة ص ح غ وهي من مدينة ديالى / خانقيين و فقدت ولدها رأفت في عام 1993 والعائلة الثالثة عائلة "ن ح ط" وهي من مدينة ديالى / خانقين والتي فقدت ولدها خضير في عام 2001 حيث تم ارسال جميع العوائل مع المدعو ابراهيم الى معهد الطب العدلي لغرض اجراء فحص الـ دي ان اي عليهم وان محكمة الاحوال الشخصية في الضلوعية بأنتظار نتائج الفحص وان ابراهيم بأ إنتظار اهله الحقيقين على احر من الجمر . بعد ان اتصل ابراهيم بأحدى القنوات الفضائية وشرح تفاصيل قضيته ورحلة بحثه عن اهله لأثبات نسبه كخيط امل يتمسك به عسى ان يصل صوته الى ذويه ، وبعد مشاهدة قضيته حضرت ثماني عوائل اخرى تأمل ان تجد في ابراهيم ابنها المفقود كون اولادهم تعرضو للاختطاف ولم يعرف مصيرهم لغاية الان ، احيل جميعهم مع ابراهيم الى معهد الطب العدلي لإجراء فحص الكروموسومات. نتائج المعهد الطب العدلي نتائج الفحوصات المختبرية لخمس عوائل تعاكست نتائج فحوصاتهم فصائل الدم والبصمة الوراثية للمدعو ابراهيم مع نتائج فحوصات فصائل الدم والبصمة الوراثية لمدعوات ( ن، ع، ح ، م ، س) وبالتالي فأن الفحص نفى بنوة ابراهيم للمدعوات. بعدها ظهرت عائلة في بغداد ادعت بنوته يقول علي كما اسمته العائلة بقيت معهم خمسة عشر يوما الا ان النتيجة كانت غير متطابقة ايضاً وتلتها عائلة في البصرة اسمته حسين ما زال يسكن معها اظهرت النتيجة الاولية انها مطابقة ويقول العائلة تذكرني بأحداث اخبرتني شقيقتي السابقة او ابنة العائلة الاولى التي تسكن محافظة كركوك التي تبنتي في طفولتي عنها الا ان النتيجة ظهرت سلبية ايضا بعد اجراء الفحص الثاني ظهر انه غير مطابق واصابتني صدمة شديدة وللتأكيد اجرينا فحصاً ثالثاً والنتيجة سالبة ايضاً صاحب القضية المدعو ابراهيم كما كان يسمى عند العائلة الاولى او علي او حسين عند العوائل الاخريات يقول : احلم بالعثور على اهلي او عائلة تمنحني اوراقي الثبوتية فمشكلتي تفاقمت بعد القضية حيث اصبحت ابحث عن جنسية احملها للمرور بين الطرق وعبور السيطرات مضيفا " بعد تنقلي بين العوائل وظهور نتائج غير متطابقة اجتاحني اليأس وفقدت الامل بالعثور على عائلتي واصبح همي هو مواصلة حياتي والعيش كالأخرين وان اعمل وهذا صعب لاسيما اني لم اكمل دراستي وليس لدي مهنة جل ما أبحث عنه الان هو حصولي على هوية لابدء حياتي من جديد قضية اخرى في البصرة قضية لا تختلف عن ابراهيم لكنها تخص افراد عائلة قريبة في محافظة البصرة اضطرتهم ظرف في ثمانينات القرن الماضي الى تبديل جنسية احد الاشقاء يقول المدعو (ت ن) غادرت البلاد في ثمانينات القرن الماضي مستعيرا بجنسية شقيقي وعشت حياتي وتزوجت بهويته وقد رزقت بولد تولد 86 وابنة تولد 88 وسجلتهما بأسم اخي، وعند وفاة والدتهما وعودته الى العراق رفع دعوى لدى قاضي الاحوال الشخصية في البصرة لنفي نسبهما بالعم واثباته بوالدهم الا انها ردت ، يضيف متحدثنا ان الدعوى ردت عند تقديم الطعن القانوني قررت محكمة التمييز الاتحادية رد الدعوى واستكمال المحكمة للتحقيقات بأرسال الطرفين الى معهد الطب العدلي لا جراء فحص الذي اثبت بنوة الاب .dna
منقول