النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

جباية الضرائب أيام زمان

الزوار من محركات البحث: 257 المشاهدات : 2359 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2

    جباية الضرائب أيام زمان


    جباية الضرائب ايام زمان
    روى لي السيد عبد المحسن صالح الطالبي
    مأمور مالية متقاعد


    حدث في عام 1965 ان كان السيد عبد المحسن مأمورا للمالية في ناحية الكوير جنوب الموصل وقد ان اوان جمع ضريبة الحصاد من القرى التابعة للناحية , وتم تكليفه من قبل مدير الناحية بالذهاب الى القرى لجمع الضريبة ولما كانت اغلب القرى متاخمة لحدود ( كردستان الحالية ) وكان مقاتلو البيشمركة يجولون المنطقة فقد امر مدير الناحية ضابط الشرطة بارسال قوة من الشرطة لمرافقة جابي المالية لضمان سلامته وسلامة وصول الضريبة الى خزينة الناحية


    خرجت قوة مؤلفة من ثلاث سيارات بيكب (شوفرليت) وبها 13 شرطيا مع جابي المالية السيد عبد المحسن متجهة الى احدى القرى الرئيسية المتاخمة لحدود محافظة اربيل حيث يتواجد رئيس العشيرة الساكنة بالمنطقة ليقوم بدوره بارسال رجاله الى القرى التابعة للعشيرة كلها ليحضروا ويؤدوا الضريبة
    استقبل مختار القرية وشيخ العشيرة الموكب بحفاوة كبيرة وفتحوا لهم المضيف وذبحوا لهم الذبائح واقاموا القدور الكبيرة على نار الحطب وداروا بالقهوة العربية الاصيلة على الحضور والماء المبرد


    وفي انتظار نضج الغداء دارت استكانات الشاي المهيل على الحضور وسط عبارات الترحيب المستمرة بينما جلس الضيوف في صف واحد جلس قبالتهم رجال القرية الاختيارية ( كبار القوم ) ووضع كل منهم عصاه مثبتا اياها على الارض بينما وضع طرف عباءته على رأس العصا وجعلوا يلوحون بها يمنة ويسرة لتحريك الهواء في وجه الضيوف لتلطيف الجو الذي كان حارا في الخارج حين لم تكن هناك مبردات ولا مراوح ولا كهرباء في القرى ولما رأى جابي المالية رجالا بعمر والده يهفون له
    التفت الى مضيفه قائلا : شيخ والله خجلتونا , بس ترة الضريبة ما انقصهه
    قال الشيخ : والله يا طويل العمر لا تنقصها ولا تزيدها وشيكون حق الدولة تره احنه سدادين , وتره هاي الحفاوة الها قصة قديمة اسولفلك ياها بعدين
    حضر رجال العشيرة من بقية القرى وتمت محاسبتهم على المحاصيل واستيفاء اموال الضريبة منهم وذهبوا وانتهى عمل المأمور وحضر الغداء , وتغدى الحضور وشبعوا ورفعت السفرة وحضر الشاي
    التفت السيد عبد المحسن وقال : شيخ سولفلي القصة الى كلت عليهه
    قال الشيخ رافعا صوته ليسمع الحاضرين : في ايام العصمنلي كان جدي رجال شايب وبيدة المختره وشيخة العشيرة وجان ابوي شاب على حيله وسبع ما يخاف شي وينضرب بيه المثل بعناده وقوته
    اجا موسم الحصاد وانتهى واجانا جابي المالية العصمنلي وياه 3 خيالة يجمعون الضريبة وحاسبونا وطلبوا 7 ليرات ذهب لكن ابوي رفض وكال كثيرة رد جابي المالية
    قال : هاي حقوق دولة عصمنلية علية
    قال ابوي : ما ادفع
    قال الجابي : كيفك بس ترة انت توكف بوجه الدولة
    قال ابي : ما اخاف وما ادفع


    رحل جابي المالية والخيالة وهم غاضبين اذ لم يستطيعوا ان يتفوهوا شيئا امام اصرار ابي وقوته ورجال العشيرة حوله
    مر اسبوع .......
    وكنا نصحو فجرا لاداء الصلاة فسمعنا صوت حوافر خيول تقطع نهر الزاب الاعلى المتاخم لقريتنا حيث كان يجف صيغا ويمكن عبوره للانسان والحيوانات دون عناء , وما ان اشرقت الشمس فوجئنا بسرية من الجندرمة العثمانية تقف حول القرية محاصرة اياها


    حضر ضابط عثماني برتبة تيمان ( ملازم ) وتكلم باللغة التركية وترجم لنا جاووش (عريف) كلامه
    قائلا : بيوكنز نيردة ؟ -( اين كبيركم)
    خرج جدي قائلا : تفضل بيك
    قال الضابط : ندان دولة عصمانية علية فيركسني فيرمادن لن ؟ ( ولك ليش ما دفعت ضريبة الدولة العثمانية العلية )
    اجاب ابي : بيك اني رفضت مو هو
    قال الضابط : كيمسن سان ؟ دولته عاصي مسن ؟ ( منو انت تعصى على الدولة )
    وقام الضابط وكان ضخم الجثة برفع ابي من ثيابه الى الاعلى ورماه ارضا واوسعه ضربا بالسوط ( القرباج ) وامر جنوده بربط يديه الى بعضهما وتعليقه بعمود المضيف الوسطي الذي كان يصنع من جذع شجرة ضخمة ليسند السقف كله مع اعمدته الاصغر وها هو ما يزال قائما امام نظرك
    انهال الضابط بالسوط على جسد ابي حتى تمزقت ملابسه وتقطر الدم على الارض من جسمه وجدي يتوسل بالضابط دون جدوى


    ثم التفت جدي الى الجاووش قائلا : يمعود الحكلنا
    قال الجاووش : والله ما راح يعوف ابنك الا يدفنه بنص المضيف
    قال جدي : يابه شيريد ننطي بس خل يعوفه
    هنا شاور الجاووش الضابط التركي فكف عن ضرب ابي وتوجه خارجا قائلا وهو يشير الى ابي : اسقلي قالسن ( يبقى معلق ) وقام الجندرمة بنصب خيامهم حول القرية بينما نصبوا خيمة الضابط في وسط باحة بيتنا الكبير , وقمنا بتضميد جراح ابي وهو معلق لا نجرؤ على فكه


    حضر الجاووش وقال لجدي : اسمع طلبات الضابط وكيفك تنفذها لو لا
    قال جدي : شيريد انا حاضر بس خلي يفك ياخه عن ابني
    قال الجاووش : خمسين ليرة ذهب للضابط وعشر ليرات ذهب لكل جاووش وليرة ذهب لكل جندرمة
    اسرع جدي واخرج صندوق امواله ودفع ما طلبه العصمنلي وتجاوز المبلغ 200 ليرة ذهبية , كما قال الجاووش ان القوة ستبقى الى ان يتم التأكد من ان القرية تأدبت ثم ترحل وعلى القرية تقديم الطعام للجندرمة والعلف للخيول
    واستطرد الشيخ : بقينا نذبح من الحلال ونقدم لهم الطعام الى ان نفد ما لدينا من الغنم والابقار وحتى الدجاج والحنطة والشعير وما ادخرناه اضافة الى شراء الاعلاف من القرى المجاورة وذهب جدي الى الجاووش مخبرا اياه بذلك عندها تحرى الضابط صدق حالنا ووجد ان القرية اصبحت خرابا يبابا ليس فيها ما يأكله انسان ولا حيوان عند ذلك قرر الرحيل واصدر اوامره الى الجندرمة برزم المعسكر ورحلوا


    وكان ابي طريح الفراش وناداني وجلست امامه وقال : ابني اوصيك وصية انت راح تصير الشيخ بعدي وولدك هم يصيرون بعدك واحفظوا وصيتي اذا يجيكم واحد من طرف الحكومة حتى لو بيس نفر تذبحوله الذبايح وتخدموا حسن خدمة وتهفولة بعبيكم وشيؤمر تنفذون حتى لا يحل بيكم هيج خراب
    وهاي وصية ابوي اني انفذها بكل حرف وعلى مود هايه القصة احنا ذبحنالكم وهفينالكم وما فاصلناكم على مبلغ الضريبة ولا فكينا حلوكنه


    انتهت القصة

    ***

    وروى لي السيد عبد المحسن نكتة ظريفة من ايام زمان من ستينيات القرن العشرين
    كناية عن ضيق صدر الفلاحين في وقتها من ضرائب الحكومة ومحاولاتهم غير المجدية في اغلب الاحيان في التملص منها


    كانت امرأة تنظف حوش الدار
    فطلب منها ابنها الصغير 10 فلوس ليشتري بها من البقال واعطته اياها
    ذهب الولد ليلبس دشداشته فوضع الـ 10 فلوس بحلكه لكنه ابتلعها وسقط مغشيا عليه وهو يختنق صاحت المرأة

    يبووووووه الحكولي ابني عصت العشر فلوس بزردومه راح يختنك
    تصادف مرور رجل قرب البيت وسمع صياحها فدخل مسرعا لنجدتها قائلا وين ابنج ؟
    فاشارت اليه وهو ممدا وسط الغرفة يحشرج
    فقام الرجل برفع الطفل من قدميه بالمقلوب وضرب على ضهره عدة ضربات فسقطت العشرة فلوس من فمه وتنفس وعاد الى وعيه ورش عليه ماء فاحتضنت المرأة ابنها وهي تشكر الرجل الغريب وسألته
    جا خوية انت طبيب ؟ قال لا خيتي اني جابي مالية
    فقالت المرأة : من هذا طلعت العشرة من الزردوم
    مع تحياتي

    ****


  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    شكرا لك على القصة .. ينقل الموضوع الى منتدى القصص والروايات
    تحياتي

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بلد الائمة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,426 المواضيع: 190
    التقييم: 311
    مزاجي: هادئة
    آخر نشاط: 17/September/2012
    مقالات المدونة: 7
    شكرا للقصة الجميلة .. تحياتي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    مرحبا دالين .... الشكر لك

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    اهلين نور الهدى .... مرورك من دواعي السرور ... تحياتي

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    الدولة ما يضيع عدهة شي ...وما يعبر عليها قرش قلب
    ومكاريد الله الفقرا....اذا ما يرضون بجزة...يرضون بجزة وخروف

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    نيـــو ... والله هم ذولي العربان من يشوفون وجه يريدون بطانه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال