يعتبر "الغش" من الصفات السيئة التى تكرهها الأعراف والتقاليد المجتمعية،
إلا أن حقيقتها ترجع إلى أسباب نفسية تنشأ منذ الصغر مع الإنسان، فهو كما يقول الأخصائى النفسى محمد محيى عبارة عن انعدام للأمانة فى التصرفات،
مضيفا أن بوادرها قد تظهر منذ الصغر مع الأطفال، والتى تتمثل فى الغش فى الامتحانات.
وأشار "محمد" إلى أن بعض الأطفال الصغار، قد تلجأ إلى الغش نتيجة انشغالهم فى العديد من الأمور، فلا يجدون لديهم الوقت الكافى للمذاكرة،
كما أن طبيعة بعض الأفراد التى تتسم بالكسل والخمول، والتى تجعلهم يكسلون عن أداء ما عليهم من واجبات،
فتكون الحصيلة النهائية لها أن يلجأ الطفل إلى الغش فى الامتحانات.
وأوضح "محمد" أن الطفل الصغير عندما يغش لا يفكر فى النتائج التى يمكن أن تحدث له،
لأن عقليته لا تدرك سوء هذا الفعل وعاقبته مثل إدراك الكبار له، إلا أن ضميره يشعره بأنه ارتكب اسم،
وهو ما يولد لديه شعور بالخجل من نفسه تصاحبه حالة من الارتباك، وهو ما قد يشعر به عندما يقوم بممارسة الغش دون أن يعرف أحد.
أما فى حالة إذا ما قام بالغش، وتم اكتشاف فعلته، فإن الطفل فى هذه الحالة يشعر بشعور قاسى،
نتيجة شعوره بأنه خذل والديه أو من يتعلق الأمر بهم، وهذا الشعور يستمر مع الطفل فترة كبيرة ويتذكره كلما مرت من أمامه أحد العوامل التى شاركت فى هذه العملية عندما كان صغيرا.
و أن عملية الغش ترتبط بها العديد من المساوئ الأخرى بداية من أنها تعتبر أحد أنواع السرقة، والتى قد تشجع الطفل على السرقة فيما بعد،
كما أنها تقلل من القدرات العقلية للطفل، حيث تجعله يعتمد على الآخرين، ولا يستخدم ذكاءه فى التعامل مع المعلومات.
ونصح بضرورة أن تحرص الأم على أن تفهم ابنها عقوبة الغش بأسلوب مبسط، دون أن تلجأ مباشرة إلى أسلوب العقاب المباشر، فيمكن لها أن تستخدم أسلوب التحفيز له حتى تدفعه إلى التخلى عن هذا السلوك، قبل أن يتقدم فى العمر لأنه بتقدمه فى السن لن يستطيع التخلى عن هذه العادة، وتصبح عادة لصيقة به فى مستقبله وحياته الشخصية.
ي/7