الجزيرة.نت - لم تحل الإعاقة دون تحقيق الفتى الفلسطيني معتصم أبو كرش طموحه، فبعد أن حاز على المركز الأول في رمي الرمح لذوي الإعاقة على مستوى قطاع غزة والمركز الثاني في السباحة، احتل قبل أيام المرتبة الأولى بتسلقه جبل كلمنجارو في تنزانيا الذي يعتبر الأعلى في القارة الأفريقية.
ورفع كلٌّ من معتصم، الذي بُتِرت قدمه بعد إصابته في عدوان إسرائيلي عام 2005، والفلسطينية ياسمين النجار من مدينة نابلس بالضفة الغربية -وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً- علم فلسطين على قمة الجبل.
ويرتفع الجبل نحو 6000 متر ويُعد رابع أطول قمة في العالم. وقد تمكن معتصم من تسلقه في خمسة أيام، والنزول في ثلاثة أيام. وكان الأمر بمبادرة من جمعية إغاثة أطفال فلسطين حيث خُصِّصت الجائزة لدعم أطفال فلسطين اللاجئين في مخيم اليرموك بسوريا.
ورغم قلة الإمكانيات في غزة، خضع معتصم (16 عاماً) لتدريب مكثف لثلاثة أشهر على يد خبير محلي في نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة الذي يعمل على تطوير قدرات المعاقين الرياضيين في القطاع.
وقال معتصم للجزيرة نت "عندما أخبروني أنني سأرفع علم فلسطين على قمة الجبل شعرت بالفخر وفي نفس الوقت بالتحدي والمسؤولية التي أصبحت ملقاة على عاتقي، فقررت أن أنجز الأمر والحمد لله تمكنت من ذلك ورفعت علم فلسطين عالياً".
غير أن شعور معتصم بالرهبة عندما شاهد الجبل للمرة الأولى لم يفت في عضده، وأصر على تسلقه وكان يصعد على الجبل لثماني ساعات متواصلة يومياً حتى تمكن من تحقيق الفوز بفارق واضح عن أقرب منافسيه.
وعقب تسلقه إلى قمة الجبل، قال معتصم "حينها شعرت بالفخر لأنني أول عربي يصل إلى هنا، ولأني من غزة، وكان للأمر طعم خاص، ففي ذلك تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي الذي بفعلته أصبحت معاقاً، أما الآن فأنا أمارس كل الأعمال".
وأوضح معتصم أن الفترة التي تلت إصابته وبتر قدمه اليسرى كانت صعبة، لكنه بعد ذلك بوقت قصير قرر أن يتجاوز المحنة ويصنع لنفسه عالماً خاصاً تحت شعار "الإعاقة لا تحد من الإبداع والإرادة". غير أنه يعترض على وصفهم بذوي الاحتياجات الخاصة ويقول إنهم "ذوو إرادة وليس إعاقة".
والتقى معتصم في مقر المقاطعة بمدينة رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كرّمه وأشاد بموهبته هو وزميلته النجار، ودعاهما للاستمرار وتحدي الإعاقة وتطوير القدرات للتغلب على معوِّقات الحياة.
وأكد سعيه إلى المشاركة في بطولات عربية ودولية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لإثبات القدرات الفلسطينية وإرسال رسالة تحدٍ للاحتلال الذي تسبب ببتر قدمه، داعياً إلى اهتمام أكبر وأوضح بالرياضيين من هذه الفئة.