في ما مضى، لم تكن الفتيات يحظين بفرصة لطلاء أظافرهنّ قبل العشرينيات، أما اليوم، فقد باتت الأمهات يكافئن بناتهن على إنجاز قمن به من خلال تحديد المواعيد لهنّ في المراكز التجميلية لجلسات "المانيكور والبيديكور"! فالفتيات الصغيرات يحببن الشعور بالدلال واهتمام الجميع من حولهن بهن. وقد بات هذا النشاط اليوم أمرًا عاديًا، حيث أصبحت الفتاة، منذ عامها الثامن، تزور المركز التجميلي مرة على الأقل لتحظى بجلسة للأظافر، حتى إن بعضهن بتن يُقمن حفلات أعياد ميلادهن على شكل دعوة إلى المراكز التجميلية ومنذ سنّ 13 عامًا. لكن بعض الأمهات يشعرن بالقلق في وضع مشابه، من تشكيل هذا النشاط أيّ ضرر صحّي، كما أن يكون مبكرًا جدًا لفتاة تعلمت للتو أن تربط شريط حذائها!
ولكن حسب أطبّاء الجلد، يمكن للأهل أن يتبعوا خطوات لضمان تمام هذا النشاط بسلامة ومنها اختيار مكان ذي سمعة جيدة ويشتهر بتعقيم أدواته وأنابيبه بمواد مضادة للبكتيريا والفيروسات، مقترحين طلي الأظافر فقط، وتفادي تقليم الجلد حول الأظافر لأنه قد يعرّض الطفلة لإصابة بفيروس معيّن، والتأكد من استخدام طلاءات خالية من المواد الكيميائية المؤذية للأظافر لأنه يُشتبه بارتباطها بالسرطان والمشاكل التناسلية. أما نقع اليدين والرجلين فلا بأس به للأطفال، ولكن إن كانت تمهيدًا لتشذيب الجلد حول الأظافر، فلا حاجة لها.
ولكن حتى لو كان طلاء الأظافر لا بأس به من الناحية الصحية، فهل من شأنه أن يرسل رسالة خاطئة للفتاة؟
أكد العلماء النفسيون أن طلاء الأظافر له تأثير سلبي ويوصل رسالة خاطئة مفادها أن يدي طفلتك ليستا جميلتين دون زينة، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أنه نشاط مبالغ به ومبكر جدًا. فضلًا عن أنك بالسماح بهذا الأمر، تكونين تضعين ابنتك لأشياء مخصّصة للكبار وتستعجلينها لتكبر وتحرمينها من متعة الطفولة.
أما للأهل فيكون مفتاح الحل بالانفتاح في ما يتعلق بهذا النوع من النشاطات، أي إنه لا بأس باصطحاب الفتيات في مناسبة معيّنة واستثنائية في زيارة إلى مركز تجميلي أو في نزهة خاصة بالأم وابنتها لأنها لن تسبّب تراجع ثقتها بنفسها أو تشعر بأنها غير كاملة. ولكن إذا أصبح النشاط التجميلي أمرًا منتظمًا ومستمرًا بوتيرة أسبوعية أو شهرية، فستعتبره الصغيرة أمرًا مهمًا، حتى إنها قد تبدأ بالشعور بأن ما تتمتع به منذ ولادتها غير مناسب.
وتبادر بعض الأمهات، لعدم معارضة الأمر بالكامل، إلى وضع بعض القواعد، كاختيار الألوان الزهرية والفاهية للأظافر والابتعاد عن الأحمر والأسود لأنهما للكبار.