النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

أحبب وافعل ما تشاء / المحبّة أساس العدل

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 403 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: في المنفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,968 المواضيع: 3,683
    التقييم: 9505
    مقالات المدونة: 66

    أحبب وافعل ما تشاء / المحبّة أساس العدل إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    أحبب وافعل ما تشاء (2)/ المحبّة أساس العدل بقلم : مادونا عسكر/ لبنان



    شغل مفهوم العدالة أذهان الفلاسفة على مرّ التّاريخ، إلّا أنّه يبقى مفهوماً غامضاً، خاصّة أنّه على أرض الواقع، لا نبالغ إن قلنا إنّ العدالة مغيّبة، أو لنقل إنّ العدالة تطبّق إمّا بشكل جزئيّ، وإمّا بحسب مفهوم كلّ إنسان للعدالة. والمفهوم يختلف بين إنسان وآخر، وبين بيئة وأخرى، وبين طبقة وأخرى.


    شغل مفهوم العدالة أذهان الفلاسفة على مرّ التّاريخ، إلّا أنّه يبقى مفهوماً غامضاً، خاصّة أنّه على أرض الواقع، لا نبالغ إن قلنا إنّ العدالة مغيّبة، أو لنقل إنّ العدالة تطبّق إمّا بشكل جزئيّ، وإمّا بحسب مفهوم كلّ إنسان للعدالة. والمفهوم يختلف بين إنسان وآخر، وبين بيئة وأخرى، وبين طبقة وأخرى. فالعدالة يمكن أن تحمل في معناها المساواة بين الجميع بالحقوق والواجبات، وأن يخضع الكلّ بشكل متساوٍ لقوانين وضعيّة؛ كأن نقول مثلاً إنّه على المواطن أن يدفع الضّرائب المتوجّبة عليه، ولكن بالمقابل أين العدالة في تطبيق هذا القانون في حين أنّ مستوى الدّخل يتفاوت بين مواطن وآخر؟ أو كأن نقول إنّه من حقّ كلّ مواطن أن يحيا بكرامة فيؤمَّن له السّكن والتّعليم والمأكل... ولكن أين العدالة إذا ما كان المسكن المؤمَّن دون الشّروط المطلوبة أو إذا ما كان المنهج التّعليميّ دون المستوى الفكري المطلوب؟ إلى ما هنالك من تساؤلات وتباينات.
    لعلّ الطّغاة على مرّ التّاريخ كانوا على قناعة أنّهم يطبّقون العدالة فيما يخصّ الإبادات الجماعيّة، أو لعلّ الجماعات الدّينيّة المتطرّفة تؤمن أنّها تطبّق العدالة فيما يخصّ إقصاء المخالف لهم دينيّاً وإعدامه، أو أنّ فرداً ينتقم من آخر بالتّعنيف أو القتل على اعتبار أنّه يحقّق عدالته الشّخصيّة. بالنّسبة لونستون تشيرشيل، إمّا أن تكون عادلاً وإمّا أن تكون قويّاً، وذلك في قوله: "أجمع تاريخ البشرية على حقيقة أنّ الأمم لا تكون عادلة دائماً عندما تكون قوية. وعندما تتمنّى تلك الأمم العدل، فهذا يعني أنّها لم تعد قوية".
    بالمقابل، قد يكون أقرب مفهوم للعدالة، أو المعنى الأصح لسلامة تطبيقها هو أن تفعل لغيرك ما تبتغيه لنفسك. فيقول جمال الدّين الأفغاني: "أقرب موارد العدل القياس على النفس"، وتقول إليونور روزفلت: "ليس من العدل أن تطلب من الآخرين ما لست أنت مستعداً لفعله"، وبالتّالي المقياس الممكن اعتماده لتحقيق العدالة هو الذّات الشّخصيّة للإنسان. ولكن هذا المقياس يبقى ناقصاً وغير فعّال ما لم يرتبط بالمحبّة. فما تبتغيه لنفسك هو الأفضل والأكمل، إلّا أنّك إذا حصرته في نفسك وقعت في فخّ الأنانيّة، وبالتّالي ستكتفي بنفسك دون الانفتاح على الآخر.
    أن تحبّ نفسك هو أن تحترمها كقيمة معتبراً أنّ كلّ نفس أخرى هي قيمة بحدّ ذاتها وتستحقّ المحبّة. من هذا المنطلق ستمنح الآخر ما تريد أن تمنحه لنفسك على أكمل وجه. كما يمكن لهذا المنطق أن يتّسع ليشمل الجماعة كلّها وحتّى المسؤولين عنها، فالحاكم أو المسؤول أو القاضي، أو أيّ شخص موكل إليه تطبيق العدالة ينبغي أن يمتلئ من المحبّة كيما يتمكّن من إبقاء إنسانيّته متيقّظة في تطبيق العدالة. ويجب أن نوضح أنّ حضور المحبّة في تطبيق العدالة لا ينفي الحزم والصّرامة والوضوح، إنّما يمنع المساومات والرّشاوي والتّحايل على القوانين، مانحاً الكرامة الإنسانيّة الأهمّيّة الأولى والأخيرة.
    حيث تكثر المحبّة تحلّ العدالة، فالمحبّة هي الدّافع الأوّل والأقوى لرفع القيمة الإنسانيّة وانتشالها من بؤسها على جميع المستويات. فأن تحسن إلى فقير على سبيل المثال ليس عدلاً، وإنّما هو إشفاق على حالته أو مساعدة له، وفي بعض الأحيان وللبعض، استثمار للسمعة إعلاميّاً وفي أحيان أخرى إرضاء لله للبعض الآخر. وأمّا العدل الحقّ فهو أن تعيش مع الفقير وتشاركه فقره فتنقذه منه وترفع كرامته الإنسانيّة. وكي لا نُفهَم خطأ، من الجيّد أن نرضي الله في الإحسان للفقراء ولكن من الإنسانيّة أن نخدم الله في الفقراء والمظلومين والمغبونين. ففي الإحسان أنت تعطي ممّا عندك، وأمّا في المشاركة فأنت تعطي ذاتك، وتلك قمّة العدل وذروة المحبّة. كما أن العدل يقضي بمحاسبة مجرم أو سارق أو متمرّد على القانون، وهذا حقّ، وأمّا ارتباط العدل بالمحبّة فهو المحافظة على الكرامة الإنسانيّة رغم كل ما يصدر عنها من أخطاء.
    المحبّة أساس العدل، فعدل بلا محبّة قد يجنح إلى الظّلم، كما قد يتحوّل إلى قوّة مسيطرة تستغلّ مبدأ العدل في سبيل احتقار الكرامة الإنسانيّة. ومحبّة بلا عدل، استهتار ولامبالاة وغضّ النّظر عن الخطأ وعدم السّعي إلى تصويبه.

  2. #2
    من أهل الدار
    Rafedy
    تاريخ التسجيل: December-2011
    الدولة: الارض ارضي والسماء سمائي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,926 المواضيع: 388
    صوتيات: 14 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2169
    مزاجي: اللهم صل وسلم على محمد وال م
    المهنة: مهندس سابقا
    أكلتي المفضلة: البامية ووحش الطاوة
    موبايلي: نوكيا بدون كاميرا
    آخر نشاط: منذ 2 أسابيع
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى Gameel Zubaidy إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Gameel Zubaidy
    مقالات المدونة: 3
    مادونا عسكر
    تبث الجمال والحب في كل كتاباتها
    وتبعث بالامل لكل قرائها

    شكرا

  3. #3
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Gameel Zubaidy مشاهدة المشاركة
    مادونا عسكر
    تبث الجمال والحب في كل كتاباتها
    وتبعث بالامل لكل قرائها

    شكرا
    شكراا لمتابعتك جميل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال