الشاعرة : فضيلة زياية ( الخنساء).
حرام أشتهي شرب العـصير ......... وأعـدائي تقرّر لي مصيري
خصوم، هم بغـاة، لم يبـالوا .......... بأنـّاتي و لم يذروا سروري
زبانية العـذاب و لا سـيا ط ........... و ينفث غيظهم لهب الشّرور
تجلببني المـآسي عـاويات ............ وشدو الطّير يسخرمن بكوري
حريق الآه محتــدم بقلـبي ............ وذاك الشّعر من وهج الصّدور
رنا من أعين الشّوق التـهاب ........... يمـجّ فـؤاده حرّ الهجير
وقلب الشّاعر المكروب حقـل ......... وفي الأحـزان أشذاء العبير
و في الحبّ المنزّه نـازعـات ........... تسنّ المـوت في ألم وقور
إذا ما الورد يجرح كفّ صـبّ ........... فإنّ السّمّ يركد في العطور
و قد تتنهّد الضّحكات مـوتا ............ و حقّ القتل بالماء النّمير
تقلّبني على السّفّود أشـوى ........... على جـمر وآلامي سميري
تباطأت النّجوم و ذي سمائـي ........... مكشّـرة على دهر مطـير
"خناس"ما غدت تبكي"لصخـر" .......... لأفئدة تدحرج كالصّخور
جفاف الدّمع، من عينيك ظلـم.......... . . تمادى في التّبرّج و السّفور
فكم في العالم المرئيّ لغـزا ......... .....وفي دنيا الطّرائف من مثير!
حضارتنا الحقارة في اعتـزاز............. فليس تكفّ عن نبش القبور
و أذيال الـرّذيلة ألهمتـنا .................. ألا يا دعوة الشّيطان سيري
و"عولـمة المفاهيم" استبـدّت ............ كتلقـيب العمى "بأبي بصير"
أفيقي من جمود، طـال لـيلا ........... .فماذا ، لو نبـالي بالقشور؟
و ماذا لو ثقافتنا اسـتقامـت .......على"البنطال"و"الميني القصير"؟
عديمة "تاء تأنيت"، تهـادت .......... بأبـّهـة، فهل من مستعير؟
أ"للسكلوب" عين من حـديد ........... و"زرقاء اليمـامة" في فتور؟
فشرّ النّاس من يؤذيك سـرّا ............ و زين الحقل زقزقة الطّيور
إذا ما غبت أكرمني بـنهش ......... ويصطنع التّبسّم في حضوري
و يؤذيني و يشتم " سلسـبيلا " .......... و يبكي ذلّـة فوق النّحور
و ليس يجيد من ألف الـدّنايا............ سوى فقه التّيـمّم بالفجور
و"جلاّد"يـدلّ "إمام بيـت" ............ حذار،حذار من وطء الزّهور
تراه ، إذا تـأوّد فــي أذاه ............. يسدّ عليك أرصفة العبور
يقول : وقـاحة وبملء فـيه ............ أحذّرك السّباحة في البحور
ويمنعك الشّهيق و أنت حـرّ ............ و يزرع فـيك شكّا في الزّفير
و إمّا زاغ عن هدي فـريق ........... فشرع الرّبّ من صنع "البشير"
أنا ربّ الألى سلكوا سبيـلا ........... يعاكسني، سأصليهم سعيري!
و لست متوّجا عقد الأمـاني ............ و لست موكّلا جبر الكسور
ألا، يا أيـّها "الجلاّد"،مـهلا ............ فإنـّك زارع فـي أرض بور !
رأيتـك تقتـل الآمال شـنقا ............ بفخـفخـة، و في كيد وزور
أتقتـل نخبـة الفقـراء جوعا ..........و لحم الضّأن، ترمي للـنّسور؟
حديّاك المـظالم، يـا جـبانا ............ لـعلّك مسمع من في القبور
أحط قدمي،سيـاجا من حديد ............ و قـل لبلابلي: ألاّ تطيري!
و طوّق معصـميّ بألف قيد ............ أ"سجّاني" ، فجرحك من بثوري!
وسلّط ضوءك المسـموم طعما ............ و بدّدنـي بنفخة زمهريـر!
ستقذفك المكارم ، عن رباها ........... ولن تجني سوى عبء الضمير
فعين الثّعلـب المحـتال، نار ............ يريـك لهيبها يوم النّشـور
و"هيتشيكوك"،بثّ الرّعب فينا ............ من الأدغال، كالأسد الهصور
زغـاريد المحافل، صوت نحس ........... ورأس الحقـد،يطبخ في القدور
وهدم "البنتغون"، غدا يدوّي ............ صـداه مجلجلا فوق القصور
و"زنبور المزابل"، سـلّ شوكا .......... عسـاه مهدّما صرح الجسور
طنينـه مزعج ، حـدّ المنـايا ........... و فـي الآذان، وقر من صفير
"لقيس بن الملوّح"، ألف"ليلى" ........... و "لبنى"، فوق ربّات الخدور
فتاة اللّهو ، عـزّزها، لـيبني .........على الحرم المصونة ألف سور
و يسكن زيغه الأمـل المعنّى ........... و ليس يجيد دغـدغة الشّعور
وإمّـا تستـفيق على نـباح ............ فرمي العظم، للكلب العقـور
أساس الرّمل شيّده حـماة ............ وقد كفروا "بأحزاب" و "نور"
بنا صلّى الطّـغاة ولا و ضوء ............ و لا تقوى سوى سبّ القدير
ركيعات تسنّ على هـواهم ............ و حمل المسك ليس كنفخ كير
فبنت العـز ، ترزح في أذاهم........... و "مومسة"، على حظّ وفير!
بيـوت قذارة ، سمّوا صروحا ........... و أقبية ، تبشّـر بالنّفـور
فصاحتهم، تزكزك في ارتعاش ............ تضمّ يدا، على قلب كسير
يحيط طيورهم قفص، و هذي ............ حقـول الله في وشي نضير!
و سيّد قومهم ، عبّـاب كأس ............ وإمّعــة تبـختر في الحرير!
و أطهرهم، يحجّ إلى فـرنسا ........... لصقل حذاء "لاكوست"الغفور
و أحمقهم، يقـال له " محـام " ............ يثير فضيـحة تحت السّتـور
وربّ الـرّاقصات له شؤون ............ متـوّجة على أكتاف "زيـر"
فمن منـهنّ ، زيّنـها اتـّزان ........ و من منهنّ أخجل من "قمير"؟
حيـاء المرء، موضته تلاشت ............ غثـاء السّيل،بل حصد الغرور
و من "باريس"،زعنفة المخازي............ تجرّ ذيـول هرطـقة وجـور
تكلّ بها الحناجر شقـشقات ............ و حرف"الضّاد "يشكو من قصور
يبشّـرك المسيح بنشر فكر ........... يفـوح شذاه من بين السّطور
هل الإرهـاب للجبناء فخر ............ يعيد شـهامة الرّجل الغيـور؟
أخي، ها أنت معترك المنـايا ........... و تريـاق لـداء مسـتطير
وإنّك حائط المبكى و سلوى ............ لمن عبـد النّحيب على الـدّثور
غدا تصحو المكارم، شاهدات ............ لنـركب صهـوة الفجر المنير
أعين "تماضر"، تبكي و هذي .......... خيول العـزّ جدّت في المسير؟
و"للبيضـاء"، قعقعة انتـصار ............ و للفصحى... وذا قلمي نصري
إذا ما عـاتقي كـلّ انحناء ............. فنحت النّصر من صمّ الصّخور
و تقطع مهـجتي، عرقا، فعرقا .........لأبعث "كالفـنيق" مع العصور
وفي روحي، تصـفّق ألف دنيا ............ كطيـف الحالم الغضّ الغرير