قضاياه (ع) في حياة الرسول (ص) وهو باليمن
2 قال المفيد في الارشاد(56): مما جاءت به الرواية في‏قضاياه والنبي(ص) حي موجود، انه لما اراد رسول اللّه(ص) تقليده‏قضاء اليمن وانفاذه اليهم ليعلمهم الاحكام، ويبين لهم الحلال من‏الحرام(57)، ويحكم فيهم باحكام القرآن، قال له اميرالمؤمنين(ع): ندبتني(58) يا رسول اللّه للقضاء و انا شاب‏ولا علم لي بكل القضاء.
فقال له: ادن مني، فدنا منه، فضرب على صدره بيده، وقال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه.
قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام(59).


فيمن وقعوا على جارية في طهر واحد
3 ولما استقرت به الدار باليمن، ونظر فيما ندبه اليه رسول‏اللّه(ص) من القضاء والحكم بين المسلمين رفع اليه رجلان بينهماجارية يملكان رقها على السواء، قد جهلا حظر وطئها، فوطئاهامعا في طهر واحد(60) جهلا بالتحريم،فحملت [الجارية](61) ووضعت غلاما، فاختصما اليه(62) [فيه]، فقرع على الغلام باسميهما فخرجت القرعة لاحدهما، فالحق به الغلام، والزمه نصف قيمته لانه كان عبدا لشريكه، وقال: لو علمت انكما اقدمتما على ما فعلتماه بعد الحجة عليكما بحظره لبالغت في عقوبتكما.
وبلغ ذلك رسول اللّه(ص) فامضاه واقر الحكم به في الاسلام، وقال: الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي على سنن‏داود(ع) وسبيله في القضاء، يعني به القضاء بالالهام. انتهى(63).
4 وفي مناقب ابن شهراشوب(64): ابوداود(65) وابن‏ماجة(66) في سننهما، وابن بطة في الابانة، واحمد في‏فضائل الصحابة، وابوبكر(67) بن مردويه في كتابه، بطرق‏كثيرة عن زيد بن ارقم انه قيل للنبي(ص): اتى الى علي(ع) باليمن‏ثلاثة نفر يختصمون في ولد لهم، كلهم يزعم انه وقع على امه في‏طهر واحد وذلك في الجاهلية.


فقال علي(ع): انهم شركاء متشاكسون، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لاحدهم، فالحق الغلام به واءلزمه ثلثي الدية لصاحبيه، وزجرهما عن مثل ذلك.
فقال النبي(ص) الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي على‏ سنن داود(ع).