ربي .. ما عبدوك يومًا !
ربّي..
من ترابٍ قد خلقتهم..
وما خلقتهم ليخلدوا!
فوق التراب مشوا،
فوق التراب طغوا،
فوق التراب قتلوا..
وذبّحوا
وجزّروا
وضحكةَ رضيعٍ من أمّه قد أخذوا!
ربّي..
قد ناديتَ فيهم ألّا تُفسدوا..
قد أنزلت بهم كتبًا وآيات وأنبياء..
ليعقلوا..
بالأمس.. دم طفلٍ قد سفكوا..
وروح أخٍ لهم في الأرض قد أهدروا،
ومن دموع النساء الثكلى شربوا،
وتجبّروا!
ربّي..
قد خلقتهم.. لك ساجدين،
لك مؤمنين،
لك خائفين،
لك يقرؤون التورات والإنجيل والقرآن
والدين!
بالأمس..
رَجُلًا بربطةِ عُنُقٍ قد عبَدوا،
ولرَجُلٍ بِعمامةٍ..
بيضاء.. سوداء.. زرقاء.. حمراء.. لا أعلم!!
لكنّهم له قد سجدوا..
ربّي..
أناديك بطُهر أسمائك..
أن تغفر لعلي،
وتغفر لعُمَر!
وتغفر لمن ناداهم موسى والمسيح،
أن إرحموا من في الأرض من بشَرٍ وحجر!
فباسمك ربّي قد قتلوا..
وباسم دينك.. قلوب بعضهم أكلوا!
وباسم الحق.. نيران الباطل أشعلوا..
وباسم “الحكّام”..
والجماعات والأحزاب والطوائف
والألوان والشعارات والشارات والرايات..
وباسم “آذار”.. تجنّدوا!
ونسوا باسمك ربي أن يوحّدوا!
ونسوا أن لم تخلقهم ليَخلُدوا..
ونسوا أن يومًا..
أبناء التراب..
تحت التراب سيرقُدوا!
جاد أبو علي