أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- إنها شبكة تحوي 1.2 مليار شخص حول العالم، ولا يوجد مجال للشك حول تغيير فيسبوك لحياتنا، إذ يتم الموقع عامه العاشر، الثلاثاء، وبصرف النظر فيما لو كانت فكرته وحياً أو تجربة محضة أو ضربة حظ أو الثلاثة معاً، إذ قام العملاق الرقمي الذي أنشأه مارك زكربيرغ، بتخطي توقعات شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل ماي سبيس وتويتر.
ولكن لم تخلو هذه الرحلة التي امتدت على مدى عقد من التجارب سعيدة كانت أم حزينة، ورغم أن الكثير من الناس يستعملون هذا الموقع، لكننا نظل بشراً في نهاية المطاف.
مشاركة حياتنا مع الآخرين
قد يكون مشاركة حدث معين بين المعارف أمراً عادياً، لكن تمكن مستخدمي الفيسبوك من القيام بذلك بضغطة زر واحدة كان أمراً غير مسبوقاً، كما أن تغيير الحالة الاجتماعية لأن يصبح الشخص عازباً يمكنه وحده أن يعفي من بعض الأسئلة المحرجة من المعارف حول أحوال الحبيب القديم.
لكن لكل أمر ضده، فإن بعض الأشخاص يحبون مشاركة الآخرين كل ما يفعلونه دون التفكير بما قد يرغب الآخرون في معرفته عنهم، قد تكون مشاركة صور للعشاء مقبولة لكن صور لتدريب الأطفال على التخلي عن حفاظاتهم هو أمر مبالغ به بالفعل.
استرجاع الماضي
ساعد فيسبوك في جمع الناس وتوحيدهم، إذ انتشرت قصة عن جمع فتاة بوالدتها بعد فراق دام 44 عاماً، والذي تطلب يومين من التواصل على فيسبوك.
وأيضاً فإن استعادة العلاقات الماضية ليس فكرة جميلة للبعض، إذ يمكن أن يجد البعض أنفسهم يعملون على "نقر" أو Poke أو إرسال رسالة لأحبائهم السابقين في ساعات متأخرة من الليل.
مشاركة المشاعر والتأثير فيها
أشارت دراسة أجرتها جامعة تكساس الأمريكية عام 2009، تناولت 2600 طالب إلى أن الذين استخدموا فيسبوك بكثرة كانوا راضين عن حياتهم بشكل أكبر، كما أظهرت دراسة أخرى أن خمس دقائق من نظر المستخدم لحسابه الشخصي في فيسبوك يزيد من الثقة بالنفس.
لكن دراسات أخرى تناولت أبعاداً مختلفة من استخدام الموقع لنتائج أقل إيجابية، إذ أظهرت دراسة لجامعة ميشيغان الأمريكية، إذ يمكن أن تؤدي صور لرحلات مرفهة أو إعلانات الخطوبة والزواج إلى أن يفكر المستخدمون بأن حياتهم تعيسة، ولكن لا شك بأن الفيسبوك أصبح جزءاً من حياتنا لدرجة يؤثر فيها على مشاعرنا.
إعادة اجتماع المعارف يومياً
لقد سهل فيسبوك عملية جمع معارف قدماء في مكان واحد، إذ يمكن أن يعمل شخص واحد على جمع المستخدمين والتنسيق لتحديد موعد محدد، وهذه تعد مهمة بسيطة مقارنة لما كان عليه الحال قبل ظهور موقع التواصل الاجتماعي.
ولكن بعض الناس لا يحبون المشاركة في الأحداث أو التحدث إلى معارف قدماء قد لا تجمعهم بينهم في الوقت الحالي أي روابط مشتركة.
إعدادات الخصوصية
لمن يحب أن يتعمق في هذه الخيارات فإن موقع فيسبوك يتيح خيار تحديد الأشخاص الذين يمكنهم رؤية أمور معينة ينشرها المستخدم، إذ يمكن للجدة أن ترى صور الأطفال وهم يمرحون، ولكن لا حاجة لها لرؤية الشتائم التي يمكن أن تنتشر على حساب حفيدها عند مواجهته يوماً صعباً.
ولكن قد توجد تضحيات يمكن أن يقدمها المستخدمون فبعد معارضة حول صعوبة الوصول إلى خيارات تحديد الخصوصية، إلا أن فيسبوك هي الرابح الأكبر عندما تقل خصوصية المستخدمين، إذ يتيح ذلك تحديد الشركات التجارية لإعلاناتها فيها، لذا لا تندهشي إن صادفت إعلاناً عن حفاظات الأطفال بعد نشر صور طفلك الرضيع، فتلك ليست صدفة على الإطلاق