حمامة أيك الروض مالي ومالك |
ذعرت ، فهل ظلم البرية هالك |
نفرت وقد حق النفور لأنني |
مجسم أحزان وقفت حيالك |
ولولا جناح طار عن موقع الأسى |
لكان قريباً من منالي منالك |
أعندك علم أنني من معاشر |
أبوهم جنى واختار أدنى المسالك |
رماهم إلى شر المهالك آدم |
فهم أبرياء حملوا وزر هالك |
هلمى .هلمى . أن هاتيك نسبة |
تقرب ما بيني وبين الملائك |
ألسنا وان كنا شتاتا يضمنا |
اسانا وإن لم تمس حالي كحالك |
ألفت الرياض الزهر يسم ثغرها |
وما ألفتي غير الوجوه الحوالك |
هزجت فنظمت الدموع قلائداً |
فليت مثالي كان لي من مثالك |
بعيشك كم غنى مثيلك طائر |
وكم نائح مثلي ثوى في ظلالك |
تقولين : خلق ليس يدري سوى العنا |
عجيب ..فمن أنباك أني كذلك |
رأيتك قبلت الغدير لأنه |
على صفحتيه لاح مرأى خيالك |
وداعبت فيه البدر فانصاع مذعراً |
موج ارتجافا خشية من جلالك |
فقلت مطاراٍ امة الشرق هكذا |
تملكت الاطيار أعلى الممالك |
تباكوا وقالوا : الشرق مال دعامه |
وهل دعم قامت بغير التمالك ! |
وقالوا : هي الدنيا عراك ، رويدكم |
فانا ضعاف مالنا والتهالك |
نصحنا ولا يجدي وكم قبل رددت |
بمثل مقالي صحفهم ومقالك |
سألتك ما معنى وجود مكون |
إذا لم تكن عقباه غير المهالك |
وهل هذه الدنيا سبيل لعابر |
أم الأرض مهواة الغواة الهوالك |
وإني أراني بين نوم ويقظة |
أسيان حالي في هنا أو هناك |
أجيبي فلي صوت يقطعه الأسى |
فقد لذ للقلب المعنى سؤالك |
فردت وأوردت مثل زند لقادح |
خواطر يسمو وقعها عن مداركي |
وقالت : نعم في ذلك السر حكمة |
فقلت : وما شككت في غير ذلك |
وبتنا كما شاءت اخوة جنسنا |
خليلين أصفى من عقيل ومالك |
درسنا كتاب العاطفات وما آعتنت |
بنو نوعنا الا بدرس التفارك |
الى ان بدا وجه الطبيعة سافراً |
يضاحك من ثغر الاقاح المضاحك |
وقد شردت فكري هنالك ضجة |
لأطيارها تدعو بنبذ التفاكك |
إذا ما السماء كانت دخانا كما أدعوا |
فليس سوى أنفاس أهل الحسائك |
هناك شكرت الطير رأفة مشفق |
على جنسه شأن الحزين المشارك |
منى خالجت نفسي وأحبب بها منى |
تريني حياتي فوق الشهب النيازك |
فقلت الى اللقيا سلام مودع |
هنالك عيش الخالدين هنالك |