كتاب الجفر هو كتاب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ويحتوي على علم الجفر وهو العلم الذي يبين لنا ما كان ويكون وما سيكون في المستقبل.


قال صاحب سفينة البحار في الجزء الأول صفحة 610 الجفر أخذ من ألواح موسى فانه استودعها في جبلٍ إلى زمان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوصلت إلى رسول الله فدعا النبي عليا وأعطاه إياها وأمره أن يضعها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شيء فيها وفيها علم الأولين والآخرين فأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر.

وقال المحقق الشريف في شرح المواقف أن الجفر والجامعة كتابان لعلي (ع) وقد ذكر فيهما على طريق علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم والى يوم القيامة.

وكان الأئمة من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما وورد في كتاب الكافي ذكر الجفر في باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة في حديث طويل عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله فقلت له جعلت فداك.. إلى أن قال.. ثم سكت ساعة ثم قال إن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قلت وما الجفر ؟ قال وعاء من آدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل.

وفي حديث آخر عن زرارة عن أبي عبد الله قال والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك يملك الأرض.

أن كتاب الجفر هو من مواريث آل محمد صلى الله عليه وآله وهو من العلم اللدني وأحد فصول الحكمة التي بابها أمير المؤمنين علي(ع).

وكما يستفاد من الروايات أن الأئمة عليهم السلام كانوا يتوارثونه واحدا بعد الآخر

وحسب اختلاف الروايات أصبح لدينا ثلاثة كتب رئيسية تسمى الجفر وهي الجفر الكبير والصغير والأوسط الجفر الكبير وهو الذي اختص بالملاحم والأمور الغيبية وما سيقع إلى وقت ظهور الإمام صاحب الزمان(عج) أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ومنها ما اختص بعلم الحروف والأعداد وأسرارهما ومنه ما تعرض للطلاسم والأوفاق وعلم الهيئة أما كتاب الجفر الذي نهج النهج الروائي والملحمي فهو الذي ينسب إلى الأمام أمير المؤمنين والذي تعرض لأسرار الحروف ينسب إلى الإمام الصادق(ع).

يجد الباحث بعد الإطلاع على الأحاديث الواردة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام) و دراستها أن الأئمة تحدثوا عن جِفارٍ أربعة لا عن جَفْرٍ واحد ، أما الجفر الأول فهو كتابٌ ، و الثلاثة الأخرى أوعيةٌ و مخازن لمحتويات ذات قيمة علمية و معلوماتية و معنوية كبيرة ، و هذه الجِفار هي :

كتاب الجَفْر : و هو كتابٌ أملاه رسول الله محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) في أواخر حياته المباركة على وصيِّه و خليفته علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و فيه علم الأولين و الآخرين و يشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و يكون إلى يوم القيامة و قد جُمعت في جلد شاة و هنا يوجد خطأ شائع فالمكتوب ليس مكتوب على جلد الشاة وإنما جلد الشاة هو حقيبة حاضنه للكتاب.

عن الإمام الصادق عليه السلام: “ويكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه وعليهم السلام ، و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره “وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ” يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان … “

الجَفْر الأبيض : و هو وعاءٌ ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي على كتب مقدسة ليس من ضمنها القرآن الكريم .

فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : ” … و أما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و كتب الله الأولى … “.

الجَفْر الأحمر : و هو وعاء ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي على السلاح ، وفيه سلاح رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) . فعن الإمام جعفر بن محمد الصادق

(عليه السَّلام ) أنه قال : ” … و أما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله

(صلَّى الله عليه و آله ) و لن يظهر حتى يقوم قائمنا أهل البيت … “.

الجَفْر الكبير الجامع : و هو جلد ثور مدبوغ يشتمل على الجِفار الثلاثة الآنفة الذكر ، أي كتاب الجفر و الجفر الأبيض و الأحمر و هما مضمومان إلى بعضهما.

فقد روي عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر؟ فقال: هو جلد ثور مملوء علما …”.

و روي عن علي بن سعد في حديث قال فيه: “… و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله (صلى الله عليه و آله) و خطه علي (عليه السلام) بيده و فيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن، و إن عندي خاتم رسول الله (صلى الله عليه و آله) و درعه و سيفه و لواءه”.

أما كتاب «الجفر» فقد دونه الإمام علي(ع) بالرمز وهو قائم علي فكرة تدوين الأحداث المستقبلية تأسيسا علي أسرار تعرف «بعلم الجفر» ومعناه «علم استنطاق الحروف» وهو علم يقال إن الإمام علي (ع) تلقاه عن النبي محمد ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ ويستطيع هذا العلم الاجابة عن أي سؤال عن الأحداث التي تقع في أي زمان ومكان وقد سمي بالجفر لان الصحيفة التي كتب فيها من جلد الماعز، والكتاب عبارة عن 28 بابا وفي كل باب 28 صفحة وفي كل صفحة 28 سطرا، وفي كل سطر 28 بيتا ـ أي خانة ـ فلكل بيت أربعة أحرف الحرف الأول للبيت والثاني للسطر والثالث للصفحة والرابع للباب ويخبر هذا العلم بما كان وما سيكون إلي قيام الساعة.

فمن أغرب ما ورد في الجفر عن ثورة تونس تلك الجملة البسيطة التي أشارت إلي اندلاع تلك الثورة وهي “في صفر يأتيك من تونس الخبر” أي أنه في شهر صفر الموافق لشهر يناير يحدث حادث جلل في تونس وقد حدث بالفعل.

أما مصر فورد ذكرها في الجفر عدة مرات بل جاء أيضاً ذكر ثورة 25 يناير وتنحي مبارك ومحاكمة أحمد عز وغيرها من الأحداث التي وقعت في مصر خلال الفترة الأخيرة.

واللافت للانتباه هو أن هذا الكتاب سبق نبوءات العراف الفرنسي الشهير نوستراداموس بقرون الذي تبنأ بظهور هتلر وبالحرب العالمية الثانية وأحداث 11 سبتمبر قبل وقوع تلك الأحداث بقرون وقد استخدم نفس طريقة الجفر ويقول باحثون في علم الجفر إن نوستراداموس استقي نبوءاته الشهيرة من جفر الامام علي (ع).