الحبّ هو الميل القلبي والرغبة الباطنية نحو المحبوب ، فالحبّ رابط بين المحبّ والمحبوب ، ويختلف باختلاف الدواعي ومتعلّقاته ، فتارةً يكون ممدوحاً واُخرى مذموماً ، فحبّ الخير ممدوح ، وحبّ الشرّ مذموم كمذموميّة الشرّ نفسه . ومن الحبّ الممدوح والذي يقرّ العقل السليم والفطرة السليمة عليه ، ويعدّ من الأحاسيس والعواطف الإنسانية ، بل حتّى يجري في الحيوانات ، وقد أقرّه الشرع المقدّس ، ورتّب عليه الأجر والثواب ، هو حبّ الأطفال بصورة عامة ، وحبّ الإنسان أولاده بالخصوص بصورة خاصّة . ففي الشرائع السماوية يعدّ حبّ الأطفال من أفضل الأعمال . 1 ـ من كتاب المحاسن ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : قال موسى (عليه السلام) : ياربّ ، أيّ الأعمال أفضل عندك ؟ قال : حبّ الأطفال ، فإنّي فطرتهم على توحيدي ، فإن أمتّهم أدخلتهم جنّتي برحمتي . وكلّ مولود يولد على الفطرة ، فإنّما المحيط والبيئة كالأبوين يهوّدانه أو يمجّسانه أو ينصّرانه ، وهذا يعني أنّ كلّ طفل حتّى أطفال الكفّار باعتبار فطرتهم التوحيدية يكون محبوباً ، وأنّ المؤمن الموحّد الذي يرى الله في كلّ شيء ، ولايرى شيئاً إلاّ ورأى الله قبله ومعه وبعده ، بلا شكّ يحبّ الأطفال ويودّهم ، بل يدعو لهم بالهداية والتوفيق في الحياة .