بسم الله الرحمن الرحيم 1ـ عن البراء قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) والحسن بن علي (عليهما السلام) على عاتقه يقول: (اللهم إني أحبّه فأحبّه)(1). 2ـ عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو حامل الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يقول: (اللهم إني أحبّه فأحبّه). وقال الحاكم عن هذا الحديث: صحيح الإسناد ولم يخرجاه(2)، وقد روي بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان(3). 3ـ وفي رواية أخرى للحاكم بإسناده عن أبي هريرة قال:(خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة، وهذا مرة، حتى انتهى إلينا فقال له رجل:يا رسول الله إنك تحبهما؟! فقال: نعم من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني). ثم علّق الحاكم قائلاً: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه(4). 4ـ عن ابن عباس قال:لما نزلت (لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(5) قالوا: يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: (علي وفاطمة وابناهما)(6). 5ـ عن أبي بكرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) على المنبر والحسن (عليه السلام) إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: (ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)(7). وفي رواية الترمذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ ابني هذا سيّد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين). ثم علّق قائلاً: هذا حديث حسن صحيح(8). 6ـ عن يعلى بن مرة قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق فأسرع النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه، فقبله، ثم قال: (حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط)(9). وعلّق الحاكم على هذا الحديث قائلاً أنه صحيح(10) ووافقه الذهبي في التلخيص وأخرجه الترمذي مختصراً وقال عنه: حديث حسن(11). 7ـ عن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي (صلى الله عليه وآله) من الحسن بن علي (عليهما السلام)(12). 8ـ ومن حديث ابن سيرين عن أنس قال: كان الحسن والحسين أشبههم برسول الله (صلى الله عليه وآله)(13). 9ـ حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الطيوري الحلبي بسنده عن الحارث عن علي (عليه السلام) قال: (كان الحسن أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بين الذقن إلى الرأس وكان الحسين أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الذقن إلى القدم وفيهما شبه رسول الله (صلى الله عليه وآله))(14). 10ـ عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:(نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي)(15). 11ـ عن سلمان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للحسن والحسين (عليهما السلام): (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم)(16). 12ـ عن أبي إسحاق قال: قال علي (عليه السلام) ونظر إلى ابنه الحسن أو الحسين (عليهما السلام) فقال: (إن ابني هذا سيّد كما سمّاه النبي (صلى الله عليه وآله) وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق)(17). وفي رواية الطبري عن حذيفة بن اليمان أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي اسمه كاسمي، فقال سلمان: من أيّ ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين (عليه السلام) )(18). 13ـ عن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله ‚ السرور يوماً من الأيام فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال: (وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل (عليه السلام) فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما)(19). وفي لفظ آخر: (وأبوهما خير منهما)(20). وعلّق الحاكم على هذا الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه(21). 14ـ عن زيد بن أرقم قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة والحسن والحسين: (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم)(22). 15ـ عن عبد الله بن عمران أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا)(23). وقد صحح الألباني هذا الحديث(24). وأخرجه الترمذي قائلاً عنه:هذا حديث حسن صحيح(25). 16ـ عن عائشة قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(26). وفي لفظ آخر: (اللهم هؤلاء أهل بيتي(27) فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)(28). 17ـ عن جابر بن عبد الله قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم بعرفات وعلي تجاهه إذ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):(أدن مني يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، صنع جسمك من جسمي، خلقت أنا وأنت من شجرة: فأنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها،فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنة)(29). 18: عن ميناء بن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألون قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا شجرة، وفاطمة أصلها أو فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها في عدن، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة(30). 19ـ عن جابر قال: دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) المسجد من باب فلان فقال جابر: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله(31). 20ـ عن علي (عليه السلام) قال: زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبات عندنا والحسن والحسين (عليهما السلام) نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قربة لنا يعصرها في القدح ثم جاء يسقيه فناول الحسن، فتناول الحسين ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن فقالت فاطمة (عليها السلام) يا رسول الله كأنه أحبهما إليك، قال: إنه استسقى أول مرة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني وإياك وهذين وهذا الراقد ـ يعني علياً ـ يوم القيامة في مكان واحد(32). 21ـ عن علي (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة(33). 22ـ عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرّق بين العباد(34). فبلغ ذلك رجلاً من الناس، فسأل عنه فأخبرته، فقال: كيف بالعرض والحساب فقلت له: كيف كان لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته(35). 23ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا(36). 24 ـ عن سلمان قال: كنا حول النبي (صلى الله عليه وآله) فجاءت أم أيمن فقالت: يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين، قال وذلك راد النهار يقول ارتفاع النهار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فاطلبوا ابني، قال: وأخذ كل رجل اتجاه وجهه وأخذت نحو النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يزل حتى أتى سفح جبل، وإذا الحسن والحسين (عليهما السلام) ملتزق كل واحد منهما صاحبه، وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار، فأسرع إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم انساب فدخل بعض الأجحرة، ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجههما وقال: بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله، ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت: طوباكما نعم المطية مطيتكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما(37). 25ـ عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) راقد في بعض بيوته على قفاه إذا جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم بال على صدره، فجئت أميطه عنه، فاستنبه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: ويحك يا أنس، دع ابني وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بماء فصبه على البول(38). 26ـ عن سلمان قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وإذا الحسين (عليه السلام) على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: إنك سيد ابن سيد أخو سيد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام، أخو إمام أبو أئمة، إنك حجة ابن حجة، أخو حجة أبو حجج تسع من صلبك، تاسعهم قائمهم(39). 27ـ عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة (عليها السلام) الحسن (عليه السلام) أتت به النبي (صلى الله عليه وآله) فسماه حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: هذا أحسن من هذا، فشق له من اسمه وقال: هذا حسين(40). 28ـ عن سلمان، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بأسماء ابني هارون شبّراً وشبيرا)(41). 29ـ ومما رواه الكنجي الشافعي بإسناده عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن ربيعة السعدي قال: لما اختلف الناس في التفضيل رحّلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان فقال لي: ممن الرجل؟ قلت: من أهل العراق، فقال: من أي العراق؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، قال: مرحباً بكم أهل الكوفة. قال: قلت: اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك. فقال: على الخبير سقطت، أما إني لا أحدثك إلا ما سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي، خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة، حامل الحسين بن علي (عليه السلام) على عاتقه، كأني أنظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها إلى صدره فقال: أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه من الخيار بعدي: هذا الحسين بن علي خير الناس جداً وجدة، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد النبيين، وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله. هذا الحسين بن علي خير الناس أباً، وخير الناس أماً، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين. هذا الحسين بن علي خير الناس عماً وخير الناس عمة، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمته أم هاني بنت أبي طالب. هذا الحسين بن علي خير الناس خالاً، وخير الناس خالة، خاله القاسم بن محمد رسول الله ‚ وخالته زينب بنت محمد. ثم وضعه على عاتقه فدرج بين يديه وجثا ثم قال: أيها الناس هذا الحسين بن علي جده وجدته في الجنة، وأبوه وأمه في الجنة، وعمه وعمته في الجنة، وخاله وخالته في الجنة وهو وأخوه في الجنة، إنه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين ابن علي ما خلا يوسف بن يعقوب (عليها السلام)(42). 30ـ أخرج الهيثمي في مجمعه والطبراني في معجمه بإسناد حسن عن ابن عباس أنه قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيمن الحسين (عليه السلام) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم (عليه السلام)، وهو يقبل هذا تارة وذاك تارة أخرى، إذ هبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام وهو يقول: لست أجمعها لك، فافد أحدهما بصاحبه، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى ابنه إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أنه إذا مات لم يحزن عليه غيري، وأمُّ الحسين فاطمة وأبوه علي بن أبي طالب ابن عمي ودمي، ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا، وأنا أوثر حزني على حزنهما، فقبض إبراهيم بعد ثلاث، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبله وضمه إلى صدره وشف ثناياه وقال: فديته بابني إبراهيم(43). 31ـ عن ابن عباس، قال: اتخذ الحسن والحسين ـ أي تصارعا ـ عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يقول: هيّ يا حسن، خذ يا حسن، فقالت عائشة ـ وفي لفظه آخر فاطمة (عليها السلام) ـ: تعين الكبير على الصغير؟ فقال: إن جبريل يقول: خذ يا حسين(44). 32ـ عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال:فماست الجنة ميساً كما تميس العروس(45). 33ـ عن عمرو بن زياد الثوباني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة وعلياً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن(46). 34ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله(47). 35ـ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:دخل الأقرع بن حابس على النبي (صلى الله عليه وآله) فرآه يقبل إما حسناً أو حسيناً، قال: تقبله ولي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه من لا يَرحم لا يُرحم(48). 36ـ عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يُعوّذ الحسن والحسين (عليهما السلام) فيقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ثم يقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم بنية إسماعيل وإسحاق(49). ثم علق الحاكم على هذا الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(50). 37ـ عن علي بن الحسين قال: خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي (عليه السلام)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، وما ترك على هذه الأرض صفراء ولا بيضاء ألا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله): (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له حسنا) فاقتراف الحسنة: مودتنا أهل البيت(51). 38ـ عن عبد الله بن العباس قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله: (بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب عليه(52). 39ـ أخرج الطبراني حديثاً عن علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد قال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة (عليها السلام)، فسمع حسيناً يبكي فقال: ألم تعلمي أن بكاؤه يؤذيني(53). 40ـ أخرج الخوارزمي حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة من أمتي عموده، يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا)(54). 41ـ عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة أو من شجرة الزقوم، وحتى يرى ملك الموت، ويراني ويرى علياً، وفاطمة والحسن والحسين، فإن كان يحبنا، قلت: يا ملك الموت ارفق به فإنه كان يحبني وأهل بيتي، وإن كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، قلت: يا ملك الموت شدد عليه فإنه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، لا يحبنا إلا مؤمن، ولا يبغضنا إلا منافق شقي(55).