اتحاد الأدباء يستذكر محمد علي الخفاجي
03/02/2014 09:16
لمناسبة مرور عام على رحيله وبحضور نجله وبعض من ذويه وأصدقائه أحيا الاتحاد العام للأدباء والكتاب, جلسة استذكار خاصة بالشاعر محمد علي الخفاجي على قاعة الجواهري يوم السبت الماضي.
قدم الجلسة وأعدها الشاعر مروان عادل الذي استهل الاستذكار بمقاطع شعرية متنوعة من قصائد الراحل مرة، وأخرى من التراث ليلون فقرات الاستذكار بوقفات ثناء ووهج بالفخر والحزن في وقت معا. الفخر للامتلاء الشعري والثقافي الذي حفلت به سنون الفقيد والتركة الأدبية التي خلفها, والحزن لغيابه عن المشهد وتوقف عطائه وإسهاماته وحضوره الدائم في كل مشهد أو محفل أدبي وثقافي، إذ كانت نشاطات الخفاجي المتنوعة في الشعر والصحافة والعمل الإبداعي أمثلة على الدأب الذي يتحلى به شخص ممتلئ بالعطاء من دون أن ينتابه كلل او ملل, بل الجدة والحيوية كانتا من أبرز صفاته. وكل عمل أو نشاط يمارسه كان كما لو أنه يمارسه لأول مرة بالدهشة والحماس ذاتهما, بحسب رؤية مقدم الجلسة.
وألقى الناقد فاضل ثامر كلمة تحدث فيها عن حياة الشاعر مثنيا على جهوده النبيلة طوال عقود جايله فيها، وكان شاهدا شخصيا على بعض محطاتها الإبداعية ومتابعا راصدا لنموها ونضجها الأدبي. بعدها أسهم الناقد علي حسن الفواز بآراء متخصصة في منجز الخفاجي أدبيا, وفي تطويعه النص الأدبي والقصيدة ليصنع منهما عملا ملحميا ومسرحا شعريا عراقيا. وقارن بين موهبته المنبرية وقدرته على الأداء التمثيلي في الإلقاء بالشاعر الفسطيني الراحل محمود درويش, إذ عده من القلائل الذين يأخذون بنواصي القصيدة ليجعلوا منها فعلا دراميا مباشرا للمتلقي. ثم ألقى نورس الخفاجي نجل الشاعر الراحل كلمة خاصة باسم عائلته مبينا انه لا يرغب بكلمة تقليدية بهذه المناسبة، بل أراد لها أن تكون صورة توثيقية لسيرة الشاعر وأبرز محطات حياته الإبداعية وإسهاماته الصحفية منذ بواكيرها التي ابتدأها أيام دراسته الجامعية، بالإضافة إلى العديد من الشهادات الأدبية والكلمات التي قيلت بحقه، وأبرز الوثائق النقدية العراقية والعربية التي تثبت مكانته الأدبية شاعرا وكاتبا مسرحيا كرس أولى لبنات المسرح الشعري العراقي. كما تطرق نورس إلى ما تعرض له الخفاجي شاعرا وكاتبا من مضايقات، إذ اعتقل بعيد وصول حزب البعث المقبور إلى سدة الحكم، كذلك تطرق إلى عزوفه عن النشر طوال أكثر من عقدين من الزمن بسبب من التضييق والإقصاء المتعمد, حيث لم يعد مجددا إلى الحياة الأدبية والثقافية إلا بعد زوال حكم الدكتاتورية، إذ خرج من صمته وبدأ يستأنف النشر والحضور وتعددت ظهوراته وإسهاماته الأدبية والثقافية حتى رحيله في العام الماضي في مثل هذه الأيام.
هذا وقد حفلت فقرات الجلسة بالعديد من المداخلات والإشادات من قبل الحضور أدباء وأصدقاء وأساتذة أكاديميين, كما تخللت فقراتها المتعددة قراءات شعرية بصوت الشاعر الراحل أضفت جوا حميما من الحضور الذي ينطوي على معنى الغياب, غياب الجسد ولكن حضور الروح والصوت والأثر.