نساء "داعش".. لــ "تجميل" الارهاب
03/02/2014 11:55
بإلقاء القبض على مسؤولة نساء "داعش"، رجاء الأنصاري، في محافظة نينوى، شمالي العراق، السبت الماضي، تنكشف الكثير من تفاصيل تجنيد النساء في العمليات الارهابية لاسيما في مجال الاعلام والتواصل بين افراد الجماعات التكفيرية، عبر نقل الرسائل والاسلحة والسلع لديمومة زخم عملياتها.

وعلى نقيض ذلك، تقاتل أم مؤيد في محافظة الانبار غربي العراق، مع عشيرتها، الارهاب، حيث نجحوا في طرد "داعش" من مناطقهم، ما يجسّد التحدي الاكبر الذي تواجهه المرأة العراقية وهي تشارك الرجال في قتال الجماعات المسلحة.

وعُرف عن التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا عن استغلالها للنساء، ابشع استغلال، عبر استثمار "الجسد" لتوفير المتعة الجنسية للمقاتلين وفق تفسيرات خاطئة للدين والمعتقد.

وفي الفلوجة، غربي العراق، توظّف جماعة "داعش"، النساء لأغراض الحرب النفسية، عبر استغلال العاطفة الخاصة التي يبديها المجتمع العراقي لشرف المرأة، والحرص على حمايتها ورعايتها.

وفي هذا السياق، ولاستدرار العطف مع ما تسوّقه من أفكار، نشرت "داعش" عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في 27 كانون الثاني /يناير، العام الجاري، شريط فيديو لنساء يمجّدن التنظيم الارهابي، حيث أعلنَّ تشكيل "مجلس عسكري نسوي" في محافظة صلاح الدين.

لكن الشريط، بدلا من يخدم، اجندة "داعش" الاعلامية، انقلب الى سخرية من سذاجة الطرح، وضعف الجانب التعبوي، وفجاجة التعبير، وغياب البعد الاخلاقي.

ويعبّر علي احمد، في تعليق له على حسابه الشخصي في "فيسبوك" حول شريط الفيديو، بالقول، ان "داعش اختارت نساء لا يمتن الى المرأة العراقية بصلة، في الشكل، و الزي او حتى المنطق"، ما يفقد شريط الفيديو وظيفته، ليتمخض عن نتائج، على عكس ما كان يسعى اليه التنظيم الارهابي بعدما تحوّل من كونه وسيلة اقناع، الى دليل على ظلامية الفكر الارهابي وافلاسه.

ويُظهر الشريط نساء عراقيات ملثمات يرتدين ملابس غريبة، و يحملن البنادق وعلم النظام العراقي السابق.

وتقول الكاتبة اسماء عبيد من كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد‎ لــ(IMN)، ان "الجماعات التكفيرية ما انفكت تستخدم الدين غطاءً لجرائمها "، مؤكدة على ان "سلوكيات هذه الجماعات التكفيرية تشوّه صورة الاسلام لاسيما في دول الغرب".

وداعش، كيان "جهادي" مسلّح، يتبنّى الفكر "السلفي"، لإعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة، كما يزعم، وينتشر في العراق وسوريا، وقائده الحالي، هو أبو بكر البغدادي، ويلقّب ب"أمير المؤمنين".

وارتبطت اشرطة الفيديو التي يبثها داعش، ضمن فعالياته الدعائية والمسلحة، بفتاوى جهاد النكاح، ما اثار جملة من من التعليقات الساخرة حول دور النساء المريب في التنظيمات الارهابية.

وكانت مصادر أمنية كشفت في تصريحات لـ (IMN)إن "مسؤولة نساء داعش، رجاء الانصاري لديها علاقات وثيقة مع الخط الاول من قيادات المجاميع الارهابية في الانبار، وعثر بحوزتها على رسائل خطية من ابو بكر البغدادي يدعوها إلى استنفار جهودها لتجنيد النساء في الموصل كـ(انتحاريات ) ويؤكد لها أن هناك ضعف في مجاميع (داعش) في ما يتعلق بالانتحاريات واعدادهن".

وتبدو الهوة واسعة بين ما يدعيه تنظيم "داعش" من تطبيق للشريعة الإسلامية، وبين افعاله على ارض الواقع، من بطش بالناس، وتقطيع للرؤوس، واغتصاب للنساء.

وعلى الجانب السوري، في الطرف المحاذي للحدود العراقية، يروي المواطن السوري نبيل السيد، الذي لجأ الى هولندا، لـ(IMN)، كيف ان "هذا التنظيم الارهابي، دفن امرأة حية بسبب عدم ارتدائها الحجاب".

ونشر أفراد "داعش"، منشورات في مناطق يسيطر عليها في غرب العراق، تدعو السكان الى "الكف عن تعليم البنات في المدراس الحكومية".

وفي الغالب، فان المنتميات الى "داعش" من النساء الأميات، او اللواتي ترعرعن في بيئة "سلفية تكفيرية"، ويسعين في الغالب الى اهدافهن تحت تهديد رجال التنظيم وعمليات غسل الدماغ، او للحصول على الأموال.

وفي 16 كانون1/ديسمبر 2013، قال مصدر أمني رفض الكشف عن هويته، في تصريح موثق لـمراسل ((IMN إن "عملية استباقية للقوات الامنية أثمرت عن اعتقال خمس نساء ينتمين لداعش في مدينة الرمادي يحاولن تجنيد نساء متعففات إلى التنظيم الارهابي".

وطوال فترة تواجد الجماعات التكفيرية في ديالى والرمادي، اغتُصبت عشرات الفتيات على ايدي افراد الجماعات المسلحة.

وفي 23 كانون الثاني، العام الجاري، القي القبض على امرأة سعودية تدعى "ام المقداد" تشغل منصب "اميرة النساء" في "داعش"، تجنّد النساء، في منطقة "البو بالي" في الانبار.

وفي بداية 2014، قالت مصادر امنية رفيعة المستوى طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ(IMN) إن "عدداً من السوريات دخلن العراق بطرق غير رسمية ويسكنن محافظة الانبار، ينتمين لتنظيم داعش الارهابي" ، فيما كشف وزير الدفاع وكالة، سعدون الدليمي، في 23 كانون الثاني 2014 ، عن أن "تنظيم داعش اختطف 11 امرأة واقتادهن للصحراء بحجة عدم ارتداء الحجاب".

وفي الفلوجة، حيث نجح تنظيم "داعش" من السيطرة على الكثير من المناطق، مُنع اختلاط الرجال مع النساء في الأسواق والأماكن العامة بالإضافة الى منع المرأة من الخروج من دارها دون محرم.

ويؤكد ذلك أيضا، بورزو داراجاهي في صحيفة FINANCIAL TIMES الانكليزية، حيث يقول في تحليل له عن ان "الاحداث في العراق وسوريا تثبت هشاشة تنظيم ما يسمى بدولة الإسلام في بلاد العراق والشام".

وينقل الكاتب مشاهدات يومية تتطابق مع الاحاديث للمركز الخبري حول الحياة "الطالبانية" لسكان الفلوجة تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة.

ويقول الاعلام هاشم العقابي ان ما تسمى "الهيئة الشرعية" في عرف "داعش" وأخواتها لا تعني غير إذلال المرأة".

فيما ينقل الكاتب والناشط المدني محمد الرديني، احاديث اهالي الموصل، حول العثور على ملابس داخلية في احد اوكار "داعش". ما اطلق السخرية حول اساليب "داعش" الخبيثة في تنفيذ عمليتها، ففي 14 ديسمبر 2013، القي القبض على ارهابي من "داعش"، تنكر في زي نساء.