يوماً ما سأنجب لكَ حبي على هيئة طفل يشبهك
تفاصيل ملامحه تطابقك في نسخة مصغرة خاوية من شيبات الحب وهالات الغيرة السوداء ..
سأحرسه وأرعاه بعين نبضي الذي لا ينام كما كنتُ أفعل معكَ دوماً
وسأدندن له بصوت خافت حتى يهدأ ضجره ، وأغازله بعمق حتى تتجلى ابتسامته
سأمحو كدره بقبلة وأطفيء لهيب جوعه بضمّة إحتواء
سأختزل عطره الأول في قنينة دافئة وأخبئها بين طيات عمري ، حتى أهديها لـ حبيبته فيما بعد كما فعلت معي ” والدتك ” ،
فلم أخبركَ يوماً أنني كنتُ أقدسها لفعلتها هذه حيث أنّ عطرك كان خير ترياق أرتشفه حين تقترف إثم الغياب ، ويتفشى
الشوق بي كـ سرطان يستلذ بإتلاف أجزائي ..
في حضرت طفلي لن أكترث لتجاعيد وجهي ما دام أنه ينظر إليّ بعينكَ ولا حتى لآثار الكدمات التي ستخلفها الحياة على خدي لأن قبلة بطعم أنفاسه المحلاة بـ جيناتك كفيلة بأن تعيد تجديد جلدي ..
لن أتضجر إذا تقوس عامودي الفقري وأصبحت أخطو على الأرض على هيئة هلال لأنني أثق أنه لن يسلّمني لـ عكاز أجوف ، وإنما سيهديني كتفه ويديه كي أستند عليهما ..
لن أحزن إذا ما غزاني الهم وألتهمني من كل جانب لأن قربه كفيل بأن يطرد ما لا أحب فزعاً إلى الخارج
ولن أبكي إذا ما خذلني رفاقي بعنف جارح ففي روحه سأراك تتمثل لي وطناً وأهلاً وأصدقاء ..