بعد ان نجح تيار المستقبل، بمباركة سعودية وبحقد غريزي طائفي ضد حزب الله، في تحويل طرابلس وعرسال وعكار، الى جحور لتربية الافاعي.
من تكفيري داعش وجبهة النصرة، بات واضحا ان سحر تيار المستقبل انقلب عليه، بعد ان اظهرت الوقائع على الارض في معاقل المستقبل، ان لا حول ولا قوة لهذا التيار، امام وحشية هذا الوليد المسخ وغير الشرعي الذي زرعه المستقبل في رحم شمال لبنان والبقاع، والذي يتحين الفرص للانقضاض على من رباه وابتلاعه دون رحمة.
اخر التقارير الواصلة من المناطق التي كانت ساحة يصول فيها ويجول تيار المستقبل، تؤكد ان مساحة نشاط هذا التيار اخذت تتقلص، بينما مساحة الافاعي التي استوردها التيار من صحارى الجهل والتخلف اخذت تتسع وتتمدد، بعد ان أطل امراء كتائب عبدالله عزام وجبهة النصرة وداعش برؤوسهم، معلنين عن تأسيس إمارات اسلامية في طرابلس وغيرها، وشنوا غزواتهم البائسة، ابطالها من الممسوخين، وضحاياها من الاطفال والنساء والشيوخ.
اخر منتجات افراخ المستقبل من القاعدة واخواتها، خطة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والعضو في تيار المستقبل نفسه، حيث نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية نص وثيقة امنية موجهة من رئيس سرية الحرس الحكومي إلى ضباط السرية وقطعاتها، يقول فيها:
"توافرت معلومات ان شحنة ناسفة وضعت في سيارة جيب كيا شمباني يقودها شخص سوري انتحاري يدعى ابو العدنان من كتائب خالد بن الوليد، الجبهة الاسلامية. وهذه السيارة ستستهدف شخصية سياسية رفيعة في طرابلس، او بيروت، وقد تحركت باتجاه الهدف، كما توافرت معلومات عن سيارة هوندا سوداء مفخخة ستنفجر في طرابلس قرب منزل الشخصية المذكوره".
الامر الذي ايد صدقية الوثيقة، مضاعفة الاجراءات الأمنية التي لوحظت خلال الايام الماضية في محيط منزل ميقاتي في طرابلس، ومكاتبه ومنازل أفراد عائلته في بيروت وطرابلس.
المعروف، ان القاعدة هي الوليد الشرعي لزواج الفكر الوهابي مع التخطيط الامريكي، انقلب بعد ان نفذ ما هو مطلوب منه، على والديه الشرعيين، واليوم لن يكون حال تيار المستقبل والتنظيمات والشخصيات ذات التوجة الطائفي البغيض في لبنان، افضل حالا من امريكا والسعودية وباكستان من قبل.
للاسف ان الجهات التي تسيرها السعودية في لبنان، وهي اغلب رموز 14 اذار، ارتكبوا خطا قاتلا عندما غطوا على نشاطات قوى الظلام، من القاعدة وطلائعها، فتح الاسلام وزمرة الشيخ السلفي الوهابي احمد الاسير، داخل لبنان، بلد النور والثقافة والطوائف المتنوعة والعيش المشترك، وان تجد لها موطأ قدم في ربوعه، ظنا منها ان كفة القوى ستميل لصالحها امام حزب الله، بينما فات هذه الجهات، ان حزب الله صاحب القوى الاكبر، ليس في لبنان فقط بل في المنطقة ايضا، يتسلح الى جانب قوته العسكرية، بسلاح الاخلاق والوطنية والتفاني والصفح والاعتراف بحق جميع الطوائف اللبنانية بالعيش الكريم، مهما كبرت هذه الطائفة او صغرت، وقبل كل هذا وذاك، يتسلح حزب الله بالكبرياء، وهي صفة ملازمة للفرسان على طول التاريخ، واين هذه الصفات من القاعدة، التنظيم الارهابي الاجرامي الذي الحق العار بالمسلمين والعرب، لخسته وخسة افعاله التي تترفع عن الاتيان بها حتى الوحوش الكاسرة.
لقد فات تيار المستقبل وال الحريري واذنابهم في لبنان، ان منح اية عناصر قوة للقاعدة يعني الانتحار، فالقاعدة مع القوة، تعنى الذبح، تعني تكفير جميع المسلمين، تعني رفض والغاء الاخر، تعني الدمار والخراب، تعني ضرب النسيج الاجتماعي للمجتمعات، فمن العبث انتظار ان تخرج الروائح الطيبة من المياة الاسنة، ومن العبث انتظار الرجولة والكرم والصفح والتعالي والكبرياء من الخسيس الدنيء.
للاسف كان على تيار المستقبل ومن ورائه 14 اذار، الا يقعوا في الفخ السعودي وزعيم القاعدة الحقيقي بندر بن سلطان، ويفتحوا اسوار لبنان امام الوهابيين والتكفيريين. وكان حريا بهم ان يستخلصوا دروسا وعبرا من تجربة حزب الله، ومن اهم هذه الدروس، درس ان تكون قوة تذل اسرائيل وفي نفس الوقت تتذلل لابناء بلدك ولا تتكبر عليهم، ولا حتى تطلب ما هو حقك وتتنازل لهم عنه. سلاح حزب الله لم يُخرج هذا الحزب يوما من عقلانيته ووطنيته وثوابته ومبادئه وتقديسه للدماء اللبنانية. ان الغفلة عن هذا الدرس، للاسف هو الذي دفع تيار المستقبل ان يستدرج الوحوش الكاسرة الى ربوع لبنان الامنة، لان هذا التيار لم يُجرب بعد، جهة غير حزب الله، تمتلك القوة دون ان تتغول وتأكل حتى ابناءها.
ترى من الذي يمنع حزب الله ان يرد على دناءة القاعدة وافعالها الخسيسة في لبنان؟ هل هو عاجز على ان يرد على حواضن القاعدة في لبنان بذات الاسلوب المريض لهؤلاء المهووسين؟ ماديا وعسكريا هو قادر ان يفعل الافاعيل بخفافيش القاعدة الاذلاء ، كما يجعل عالي حواضن هؤلاء الخفافيش سافلها ؟ ولكن اخلاقيا وانسانيا ، هو عاجز ان يفعل ذلك ، فهذا الحزب هو اطهر وانقى ما جادت به الامة منذ قرون وقرون ، ولايمكن ان يفعل ما يتعارض ويتناقض مع القيم التي تربى عليها.
للاسف الشديد ان اللبنانيين، جميعهم دون استناء ، مقبلون على ايام سوداء، بعد ان اطلت القاعدة برأسها من حواضنها، معاقل تيار المستقبل، فاذا كان بعض الحمقى في هذا التيار، يرسم على وجهه ابتسامة خبيثة، وهو يرى السيارات المحترقة والجثث المتفحمة في مناطق من لبنان يعتبرها غريبة عنه بل تبتعد عنه مئات السنين الضوئية، حقدا وكراهية، الا ان على هؤلاء ان يعلموا، ان الساديين والموتورين والمرضى الذين تربوا في اكنافهم، سيرسمون هذه اللوحة الدامية في اكثر مناطق لبنان ومنها معاقل تيار المستقبل، ومثل هذا اليوم ليس ببعيد، واذا ارادوا التاكد من صحة ما نقول عليهم ان يراجعوا تجربة الاجهزة الامنية والحكومات الاخرى ربت القاعدة ورعتها، وكيف انقلبت عليهم وجعلت نهارهم اسود من ليلهم.
على الجميع ان يعلم ان حزب الله لم ولن يتعامل مع اللبنانيين بخسة ودناءة بعض رموز تيار المستقبل، الذي اطلق وحش القاعدة على ابناء جلدته، تنفيذا لاوامر الارهابي الاكبر بندر بن سلطان، انه درس التاريخ يتكرر الى ان يرث الله الارض ومن عليها، هناك دائما الحسين (ع) وهناك دائما يزيد، وشتان بين الاثنين وبين فعليهما، فهذا صوت الحسين (ع) يأتي من اعماق التاريخ وهو يستنهض كبرياء الانسان، اي انسان، وفي اي مكان مكان كان: "وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك،ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام".