أفتقدكَ يا روحي وأفتقد عمري السائح في دهاليز التيه
أين أنت مني يا حبيبي ؟!
جفف الانتظار مياه صبري وفتت الحزن أهدابي وصدئت وجنتي من أملاح دموعي
أما قلبي فهو ينبض بكَ بجنون اللهفة المخذولة على أرصفة الرجاء ..
أهذي بك كل حين ومع من كان
اسأل أمي كم مرة أفزعها بكائي وقطعت صلاتها لأجلي
كم مرة نمت في حجرها لأنّ أطيافك تزورني في أحلامي فأركض خلفها حثيثاً وما إن اقترب منها إلا وأجدها امتداداً لسراب
كم مرة فاجئها إغمائي وكم عذبتها شهيتي المفقودة على الدوام ..
اسأل وسادتي المهترئة والعصافير التي تتعلق على أضلع نافذتي
حائط غرفتي الشامخ و الزهور الذابلة على أطراف حديقتي
ماذا يفعل بي الحنين حين يزورني وكيف يبثّ طيفك في أنحائي
وكيف يهدم قوايا ويجعلني أتضاءل كحلوى العود حين يداعبها لعاب طفلة ..
اسأل كل شيء يحيطني فلن تتعب أبداً في البحث عن شفرات الإجابة
بل سيتجلى وجع الفقد الذي يسكنني ساجداً أمامك يرجوك أن ترحمني ..