فنون التغطيّة


توفیق نصاري
ليس الهدف من ذکر هذه الفنون هو الدعوة إلی إستعمالها أو تداولها . الهدف الوحيد هو القاء الضوء علی خفاياها و کشف ديجورها . و ليس الأساس في إختيار الأشعار المذکورة في هذا النص هو الإعجاب بها و انما ذکرت للشهادة فقط .

حساب الجُمَّل :
و يُسمی " الأبجدي " أيضاً . وهو طريقةٌ حسابية تُوضَع فيها أحرف الهجاء العربية مقابل الأرقام، بمعنى أن يأخذ الحرف الهجائي القيمة الحسابية للعدد الذي يقابله فإذا ذكر الرقم دل على الحرف الذي يرتبط به وإذا ذكر
الحرف دل على الرقم . يقوم هذا الفن ، على حروف أبْجَدْ أو الحروف الأبجدية، وهي: أبْجَدْ، هوز، حطِّي، كَلَمُنْ، سَعْفَص، قَرَشَتْ، ثَخَذْ، ضَظَغٌ. ومجموعها ثمانية وعشرون حرفًا .
فتسعة الحروف الأولی يقابلها من الأعداد من 1 إلی 9 علی التوالي. و التسعة الثالية يقابلها من الأعداد العشرات : من 10 إلی 90 .و التسعة الثالثة يقابلها من الأعداد المئات من 100 إلی 900 علی التوالي .

فترتيب الأحرف والارقام التي تقابلها والمتعارف عليها في هذا الفن علىالنحو التالي:


1 - ( الألف ) ، 2 - ( ب) ، 3 – (ج) ، 4 – (د ) ، 5 – ( هـ) ، 6 – (و) ، 7 – (ز) ، 8 – (ح) ، 9 – (ط) ، 10 – (ي) ، 20 – (ک) ، 30 –(ل) ، 40 – (م) ، 50 – (ن) ، 60 – (س) ، 70 – (ع) ، 80 – (ف) ، 90 – (ص) ، 100 (ق) ،200 – (ر) ، 300 – (ش) ، 400 –(ت) ، 500 – (ث) ، 600 – (خ) ، 700 – (ذ) ، 800 – (ض) ، 900 –(ظ) ، 1000 –(غ) .

و الجدير بالذکر أن في هذا الفن لا فرق في القيمة العدديّة بين الألف والهمزة . و علي هذا الفن بُنيت تواريخ ، الوفيات و الأفراح و الفتوحات و الولادات و ماشاکل . قال الملا مهدي الشويکي مؤرخاً السَّنة التي عُزل فيها رضا خان البهلوي :
إنَّ رضا الزنديق مِن ظُلمِهِ قَد أَصبَحَت ايران في ضِيقِ
لِذکَ في عَزل ٍ لَهُ أَرَّخو « البَهلَوِيُّ شرُّ مَخلوق »
« البَهلَوِيُّ شرُّ مَخلوق »
البهلوي : 84
شر : 500
مخلوق : 776
الجمع : 1360
لذا عزل الطاغية سنة 1360 هـ . ق وله مؤزخاً في البيت الأخير من قصيدته في رثاء الملا محمد المايود :

فَمَن مُبلِغ أَهل الکَمال رِسالةً بِأن أَديب الشَّرق ِ أَصبحَ ثاويَا
هَوی للثرَی کالبَدر ِ خَرَّ فأَرِّخوا « قَد خَرَّ بدر کان
لِلحقِّ هاديا»
« قَد خَرَّ بدر کان لِلحقِّ هاديا»
قد :104
خر:800
بدر:206
کان :71
للحق :168
هاديا :21
الجمع :1370
إذن وفاة الملا محمد المايود في سنة 1370 هجري قمري الموافق لعام 1330 هجري شمسي . (ديوان الشويکي للأديب الشاعر ملا مهدي الشويکي – تحقيق : عبدالأمير الشويکي )

و قال الشاعر عُذيّب البوشوکة في البيت الأخير من قصيدته التي قرأها فيحفل زواج الشيخ طهران البوغبيش :

ورد أبيّن عام عرسک و أرد أگولن بالختام
بالمبارک ارّخ اضحا عام سعدک بان سور
اضحا :810
عام : 111
سعدک : 53
سور : 266
فيکون الجمع : 1394
و بالفعل حفل الزواج کان في سنة 1394 هجرية قمرية .

(قصيدة مخطوطة للشاعر الراحل عُذيّب البوشوکه )

الريحاني :

الريحاني هو فن يرمزون فيه إلى كل حرف من حروف الهجاء بأسم كائن من الكائنات جمادا ً كان أو حيوانا ً يبدأ بنفس الحرف فإذا ورد في شعرهم اسم ذلك الكائن أو اسم شي من فصيلته فان الشاعر يكون قد قصد ذلك الحرف الهجائي المعين وبتجميع الحروف الهجائية على هذه الشاكلة يتكون الاسم الذي قصده الشاعر وينكشف عنه الغطاء . إسم الکائنات و الأحرف التي تقابلها و المتعارف عليها في هذا الفن علی النحو التالي :

الألف : رمز لبني آدم / الباء : للبقولات/ التاء : للتمر / الثاء :للثياب/ الجيم : للجلود/ الحاء : للحديد/ الخاء : للخشب/ الدال : للدواب ماعدا الجمل فهو من الهوام/ الذال : للذهب/ الراء : للرياحين / الزاي : للزجاج/ السين : للسمک/ الشين : للشهور/ الصاد : للصفر أو النحاس ، و البعض يستعمله للصقور کالباز و الحباری و الشاهين و غيرها ./ الضاد : للضياء . / الطاء : للطيور/ الظاء : للظبا/ العين : للعطورات کالمسک و العنبر و ماشاکل و لايستعمل للروائح کالرياحين / الغين : للغيوم . و البعض يستعمله للغنم / الفاء : للفواکه/ القاف : للقری/ الکاف : للکتاب و الورق/ اللام : للبن/ الميم : للمدن / النون : للنجوم/ الهاء : للهوام/ الواو : للوحوش/ الياء : للياقوت و الجواهر .
و في مايلي أذکر أمثلة وجدتها في کتاب " الشعر الشعبي الأهوازي " لمؤلفهعباس عباسي الطائي( مع تصرف):

« چوانينک ˚براس الگلب شعلان
بغضي و شٍ هو ال جنيته وياک شعلان
إش لون أکلک ال تمرة مصر شعلان
مَ هي درة نجف بنياب حيّه »
« المرحوم ماضي بن زاير علي الطرفي »

ففي هذا البيت التمرة ترمز إلی حرف التاء و مصر ترمز إلی الميم و الدرة من الجواهر فترمز إلی الياء و النجف إلی الميم و الحية من الهوام فترمز إلی الهاء . فيکون إسم الرمز : تميمه .

و هذا مثال آخر للمرحوم قاسم بن الحاج محمد الطرفي يخاطب أخاه جاسم ، و کانا ذاهبين ليخطبا زوجة لقاسم و کان في البيت أختان فأراد أن يلفت نظر أخيه جاسم نحو طلبته ، فقال مرتجلاً بيتاً من الأبوذية :

تعب گلبي يَ بو ˚مـحمد وريحه
صليل ˚تـمرکز ˚برجلي وريحه
˚گلاص أو شاة و الجوهر وريحه
الأسد يصلح يَ بو ˚محمد إليَّ

ففي هذا البيت الگلاص من الزجاج فيرمز إلی حرف الزاي ، و الشاة من الغنم فيرمز إلی حرف الغين ، الجوهر يرمز إلی حرف الياء ، و الريحة ترمز إلی حرف الراء ، و الأسد من الهوام فيرمز إلی حرف الهاء ، فيکون الرمز :
زغيره أي الصغری .

الدرسع :
أو فن الدرسعي أو الدرسعيّه فن لم يبقی ممن يعرفه الا قليلون . في هذا الفن ينوب عن الحرف المصاحب له و المربوط معه ، فإذا ذكر احدهما فالمقصود هو الثاني . وقد ربطت الحروف

في الدرسع على النحو التالي :

الکاف يقابله الميم/ الألف يقابله الواو/ الحاء يقابله الطاء/ الصاد يقابله الضاد/ اللام يقابله الهاء/ الفاء يقابله الياء/ الدال يقابله الراء/ السين يقابله العين / الباء يقابله الزاي/ الخاء يقابله الشين / التاء يقابله الذال/ النون يقابله القاف/ الثاء يقابله الجيم/ الظاء يقابله الغين .

فلو أردنا مثلاً « سحر » نقول : عطد
فالسين مصاحب للعين س
و الحاء مصاحب للطاء ح
و الراء مصاحب للدال ر
و « مريم » نقول : کدفک
فالميم مصاحب للکاف م
و الراء مصاحب للدال ر
و الياء مصاحب للفاء ي
فالميم مصاحب للکاف م
و اليکم هذا اللغز الذي کُتب علی طريقة الأبجد و الدرسع :

˚بثمن ميّه جواب اللغز يبدي
و يعلسک لو عليک ˚بليل يبدي
حرفه الثاني شوفه ˚بروح « يبدي »
و الثالث ˚بسين الدَرسعيّه

صرّح الشاعر الراحل الملافاضل السکراني في مقابلة صحفية أجراها معه يوسف عزيزي في أيار عام 2008 : اما الدرسع و الريحاني قد انشدتهما في ايام الشباب وفي الحال و حيث لم يحصل الراغب و لاالمجيب فقد ارجعتهما الى الحقيبة و سيخرجان يوما ما لو دعيا للرجوع والظهور.
المصدر : موقع بروال