الباشا نوري السعيد وعدد من مرافقيه في النادي العسكري/ 1957
في بغداد القديمة نوادٍ لعقد الصفقات السياسية وآخرى للسهر والليالي الملاح..
بقلم / سعد الهزار
أولا :النادِي العسكري: وهو اقدم النوادي في بغداد بعد تكوين الجيش العراقي بسنة واحدة واقترح تأسيسه مجموعة من الضباط الذين كانوا يجتمعون بنادي الضباط في استانبول أو الضباط الذين كانوا في أسر الجيش البريطاني ورأو ا نوادي الضباط الخاصة، واتخذوا البناية العسكرية في شريعه الميدان محلاً لهم وكان نادياً انيقاً نظيفاً خصوصاً وان الملك فيصل كان يسكن مقابل النادي في محل مجلس النواب والاعيان وكثيرا ماينزل الى النادي ويلعب التنس مع نوري السعيد أو غيره من الحاشية وهناك في النادي زوج من (البجع الابيض) وهو طير نادر لم يره اهل بغداد وكانوا يأتون للتفرج عليه.
وان نظامه الداخلي ينص على ان الضباط في الجيش العراقي يعتبر منتميا للنادي بمجرد صدور الارادة الملكية بتعينه ضابطا.
ثم اضيف الى البناية بعض الغرف في الطابق الفوقاني لاستراحة كبار الضباط عند مجيئهم الى بغداد،اما للاعمال الرسمية أو لقضاء اجازة قصيرة واشتهر النادي بالاكل النظيف والخدمة الجيدة التي كان يقوم عليها بعض المراتب من الجيش.
المرحوم/ عبدالمحسن السعدون
ثانيا :النادي العراقي: وأسسه جماعة من الوزراء في الوزارة النقيبية الأولى ليكون محلا لاجتماعاتهم الليلية وقضاء السهرات واتخذوا مقرهم في محله السنك قرب جسر السنك حاليا وكان اكثر رواده من الطامعين بالوزارة أو الوظيفة الكبيرة أو من اصدقاء الوزراء والدائرين حولهم وكانوا يقضون لياليهم (بعضهم) يلعب البوكر أو الكنكان وشرب كأس أو كأسين ثم تبدأ المسأو مات السياسية وقد تبدل اسم النادي مرات عديدة فمرة نادي التقدم ثم نادي دجلة ثم نادي بغداد ثم سمي نادي الوزراء والسبب في ذلك هو ان هذه المجموعات من الناس تنقل من محل الى آخر ومن اسم الى اسم بالاهداف نفسها والغايات وينتهي كل نادٍ من هذه النوادي بسقوط الوزارة ويتجدد بتجدد الوزارة فيطلق عليه اسم جديد كما يشتهي الناس المؤيدون أو الناس المعارضون فحين كان اسمه النادي العراقي شكله عبد المحسن السعدون ومعروف جيأوي الذي انتحر السعدون على اثر خروجه من النادي...
ثم سماه المعارضون نادي الشعب اشارة الى حزب الشعب الذي يرأسه ياسين الهاشمي قبل اندماجه في الحزب الوطني وتسميته حزب الآخاء الوطني ثم استوزر توفيق السويدي وانتمى الى الحزب جماعة من الكرخ تاييدا لتوفيق فسماه الناس نادي دجلة ثم انتقل هذا الاسم الى ناد آخر في العلوية باسم نادي بغداد وبقي قائماً مدة طويلة، ولما كان النشاط السياسي مرتبطا بالبلاط الملكي والمناصب والوزارات اصبحت تحت رغبته وأمره لكن المساومات بقيت تجري في النادي استعدادا لتلبية رغبات البلاط الملكي.
اما نادي التضامن أو نادي منتدى التهذيب: وأسسه جماعة من الشباب وعلى رأسهم يوسف زنيل وشاعر الشباب اكرم احمد وغيرهما من الشباب وكان ناديا اجتماعيا أو سياسياً. وكانت فرقة كرة القدم في نادي التضامن من أشهر الفرق البغدادية التي تتبارى في مباريات كأس كاحوال كرة القدم. واستمر هذا النادي باسم أو بآخر بقدر نشاط السيد زنيل مستمرا وآخر الاسماء هو نادي دجلة وكان مقره في الاعظمية ولكنه انقلب من نادٍ رياضي الى نادٍ للسهر وقضاء الليالي الملاح بين ورق اللعب وكأس بنت الحان.
ونادي العلوية: أسسه الانكليز لقربه من مساكنهم الموجودة في منطقة العلوية التي تبدأ من جامع الجندي المجهول الى السفارة الامريكية القديمة وكانت بيوتهم مبنية من اللبن والطابوق الاحمر،
لكن مساحات الحدائق كبيرة جدا ولم يزل بعض جدران نادي العلوية قائما من الان بالرغم من الاضافات التي جرت عليه خلال سنين طوال ولم يقبل في هذا النادي الا جماعة محدودة من العراقيين تختارهم ادارة النادي بعناية بالغة وكانت الادارة انكليزية أو من الماشين بركابهم وظلت كذلك حتى تبدلت إلى ادارة عراقية. ومع هذا فلم يقبل في النادي الا من كان حائزا على شروط معينة وبقي محافظا على مستواه وهو أول نادٍ في بغداد فيه حوض سباحة للرجال والنساء وفيه قاعة خاصة للعبة البريدج الانكليزية وقاعة لالعاب الورق وقاعة للتدخين اي ان تنظيم النادي كان تنظيما انكليزيا علما ان سكان منطقة العلوية من الانكليز كان لهم نادٍ آخر صغير بين دورهم لا يرتاده أو يقبل فيه الا الانكليز فقط ويرأسه المستر (بيل) والمستر جادويك المشهور في عالم سباق الخيل والمستر كورنواليس مستشار وزارة الداخلية وبعض المستشارين الانكليز ثم تبدل الى نادي (الترف كلوب) لسباق الخيل السباق في منطقة باب المعظم قرب حدائق المعرض الصناعي الزراعي الى ان انتقل نهائيا الى منطقة العلوية وسماه الناس المستر بيل
كاردينيا