فضح الشيخ عبد الله المحيسني الذي بات أحد وجوه ما يعرف بـ"الجهاد" في سوريا، بشهادته على مفخخات "داعش" – "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - في سوريا. وفي فيديو نشر على يوتيوب أكد المحيسني الذي كان مكلفاً للقيام بمبادرة لوقف القتال بين مسلحي داعش من جهة مع مسلحي ما يسمى "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" من جهة ثانية، أنه رأى بنفسه أن مفخخات داعش لا تقتل سوى المدنيين والأطفال.
كما استنكر على "داعش" أن تقتل الأبرياء بدون حق، مؤكدًا أنه شهد بنفسه كيف قتلت مفخخة لهم أحد الأطفال ولم تقتل أخرى أحدًا سوى مفجرها حسب موقع سي ان ان بالعربي.
ويروي المحيسني تفاصيل تحقيقه بالحوادث والمفخخات التي ترسلها داعش مستهدفة بها مراكز وحواجز تابعة للجيش الحر أحيانا ومحطات مياه ومناطق مدينة أحيانا أخرى.
فقال المحيسني في الفيديو "في داركوش قالوا لي إن هنالك مفخخة فانطلقنا بوسط ما يسمى بذئاب الغاب وغيرهم من الجيش الحر فلما وصلنا أرادو اعتقالنا قلت : جئت لأشهد على هذا الحادث فأذنوا لي بعد إيقاف لمدة معينة فلما دخلنا وقفت وإذا بالسيارة المفخخة قد ضربت محطة مياه يشرب منها الناس وقتلت رجلا من عامة الناس حارسا لهذه المحطة وجرحت ثلاثة أطفال والله وقفت عليها بنفسي".
ويتابع المحيسني " ثم اتصلت بأمير الدولة قلت هذه المفخخة قتلت الناس قتلت الأهالي، فقال ما قتلت، قلت والله إني في مكان الحدث".
واستطرد "فلما ضربت مفخخة في كفرناها انطلقت إليها ووقفت والله على مكان الحادث فسألت الأهالي لا أسأل الجيش الحر ولا أسأل جيش المجاهدين ولا غيرهم أسال الناس الذين يسكنون وأقف بنفسي في أماكن القتال فلما ذهبت هنالك لم يقتل من المفخخة إلا طفل عمره 12 سنة".
وذكر المحسيني حادثة أخرى لمفخخة في كفر نايا لم تقتل أحدا سوى قائد السيارة، فضلا عن السيارة التي فجرت في كفر جوم بمحطة لتعبئة الوقود ولم تقتل إلا مفجرها، متسائلا (المحيسني) عن الفائدة التي يجنيها تنظيم "داعش" من وراء ذلك.
كما دعا المسلحين الذين يعملون أو يقاتلون مع "داعش" بمغادرتها والانضمام إلى أي فصيل من الفصائل الأخرى "المشهود لها بالمنهج القويم" أو العودة إلى أهلهم و بلادهم التي وفدوا منها، معلنا بذلك تراجعه عن مبادرة "الأمة"، التي كان أعلن عنها للصلح بين الفصائل المسلحة وداعش.
وتحدث المحيسني عن الانتهاكات التي ارتكبتها الدولة وكثرة مظالمها والمشتكين من تعسفها بتفسير الشريعة الإسلامية والغلو في الدين الذي تمارسه بحق الناس في الأماكن التي تسيطر عليها فقال: "فمن التغرير بالناسِ الزعم بأن كثرة الخصوم دليل على صحة المنهج، بل قد يكون دليلا على كثرة المظالم والشدة على الناس، وهو رأيته ولن أنسى ذلك اليوم حينما خطبت في جامع الأتارب قبل الأحداث، فاحتشد الناس حولي يشكون لي مظالم كبيرة وقعت عليهم من الدولة، وإني رأيت مظالم يشيب لها الولدان، ارتكبت من قبل الدولة في الشام، وكانت سببا لما وصلنا له اليوم".
يذكر أن مبادرة الأمة التي أطلقها المحيسني هي الثالثة من نوعها، حيث قوبلت المبادرتان السابقتان لها بالرفض الكامل من قبل "داعش" .
الفيديو من هنا