قرقيسيا: بلدة في شمالي سوريا تقع بين الفرات ومصب نهر الخابور فيـه،
على أطراف بادية الشام، تبعد حوالي مائة كلم عن الحدود العراقية، وحوالي مائتي كلم عن الحدود التركية، وتقع بقرب مدينة دير الزور.. سيُكتشف فيها كنز من ذهب أو فضة أو غيرهما (بترول) كما عبرت عن ذلك الروايات: (ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعه) (40) فتختلف عليه فئات متعددة هي:
الترك: الذين نزلوا الجزيرة (أرض ما بين النهرين) من تركيا.
الروم: الدول الغربية
السفياني: المسيطر على بلاد الشام.
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام:.. في حديث طويل.. ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها مرج الروم، وسيقبل أخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرمله، فتلك السنة ياجابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض المغرب أرض الشام، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ويقتل الأصهب، ثم لا يكون له همة إلا الاقتتال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها، فيقتل
بها من الجبارين مائه ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة).
عن عبد الله بن أبي يعفور قال: حدثنا الباقر عليه السلام: (أن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسيا يشيب فيها الغلام الحزور (أي الشديد القوي) ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني).
عن حذيفة ابن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (إن لله مائدة - وفي غير هذه الرواية مأدبة - بقرقيسيا، يطلع مطلع من السماء، فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين).
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: (.. في حديث طويل.. ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم، وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج (في رجب) لمكثتم شهراً أو شهرين (رمضان) بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم).
فتقع بين أطراف النزاع ملحمة كبرى ومعمعة عظيمة وقتال شديد، لا ينتهي حتى يقتل مائة ألف (وفي رواية أخرى أربعمائة ألف) (41) في مده قصيره، وهذا إشارة إلى استعمال أسلحة ذات دمار شامل (نووية - ذرية - غازات كيمياوية سامة أو جرثومية أو اليكترونية) في هذه الحرب، مما سيؤثر على الحيوانات والنباتات (الأطعمة) بسبب الأسلحة المستعملة في المعركة.. هذه الواقعة إحدى معارك الحرب العالمية لم يكن مثلها ولا يكون.. وفي نهاية مطاف المعركة يكون النصر حليفاً للسفياني.
جاءت الروايات الشريفة بدلالة واضحة على ذلك:
ففي خبر عمار بن ياسر أنه قال: (ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام، وينزل الترك الحيرة وتنزل الروم فلسطين، ويسبق عبدالله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر، ويكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب، فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس، حتى ينزل الحيرة السفياني، فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة) (42).
.................................................. .................
(40) السفياني � فقيه ص31
(41) يوم الخلاص ص698
(42) غيبة الطوسي ص279، بحار الأنوار ج52 ص208، بشارة الإسلام ص177، السفياني � فقيه ص128
— مع السيد كاظم القزويني و 49 آخرين.