صورة نادرة جدا لرسالة للرسول محمـد (ص) بيد الامام علي (ع) تعهد لحماية المسيحيين



هذه الوثيقة أدناه مستخرجة من دير كنيسة جبل سيناء وهي عبارة عن رسالة من رسول الله محمد " ص " بتاريخ ٦٢٠ م إلى الكنيسة حمّلها رسوله علي ابن أبي طالب " ع " ويتعهد فيها بحماية المسلمين للمسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة.
وقد أثبتها عام ١٥١٧ م السلطان العثماني سليم الأول.. واحتفظ بالمخطوطة في خزانة المملكة في القسطنطينية.
وتظهر الوثيقة طبعة يد النبي محمـد " ص " على الرسالة للتوثيق.

الوثيقة التي عاهد فيها رسول الله (ص) النصارى على حمايتهم كتبت بيد الامام علي (ع) في مسجد النبي سنة 628- 629 م (السنة السابعة للهجرة) وشهد بهذا العهد مجموعة من الصحابة ونصها كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيراً ونذيراً ومؤتمناً على وديعة الله فى خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها كتاباً جعله لهم عهداً فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثاً ولميثاقه ناقضاً وبدينه مستهزئاً وللّعنة مستوجباً سلطاناً كان أو غيره من المسلمين المؤمنين- لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه - ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويحفظ (ويخفض) لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا - ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد

لا نستغرب صدور عهد كهذا من نبي الاسلام لان القران ايضا اوصى بالنصارى واعتبر انهم اقرب الناس الى المسلمين في قوله تعالى: (.. ولتجدّن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون). ولا اعتقد ان رهبان دير القديسة كاترين قد اختلقوا هذا العهد عن لسان النبي وهو العهد الذي التزم به جميع خلفاء المسلمين, وقد ذكر المؤرخون ان المسلمين احترموا دير سيناء ورهبانه وحموهم من اي خطر واعفوهم من الضرائب.وهناك عهد اخر كتبه النبي الى نصارى نجران يشبه في مضمونه هذا العهد.