من ديوان سعاد للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبه
** سعاد **
أحقاً أحباء قلبكَ عادوا ..؟
أم الحب إن راح لا يستعاد ..؟
تمعن ، تأمل ، تبين وقل لي ..
أفي ظلمة البين بانت سعاد ..؟
وكيف يعود من الموت حي ..
ولا ينتهي في فؤادي الحداد ..؟
سعاد أطلت فمالك تبكي ..
أما في رجوع سعاد المراد ..؟
فإياك إياك من فتح باب ..
لِمُرِّ العتاب فأنت الجواد ..
سعاد يرحب قلبي المحب ..
ويرحل عن مقلتيَّ السهاد ..
فأهلاً وسهلاً بعودة روحي ..
إليَّ فقد طال طال البعاد ..
أنا ياسعاد كما تعهدين ..
فؤادي دموعي ودمعي الفؤاد ..
ولم أتغير برغم السنين ..
وماحلّ في ذكرياتي الفساد ..
كأنكِ لم ترحلي عن عيوني ..
ولم تبكِ طول نواكِ البلاد ..
ومن يسكن القلب هيهات ينأى ..
وهيهات يطفئ جمراً رماد ..
وكنتُ أراكِ إذا ماصحوت ..
وما حَجَبَ الشوف عني الرقاد ..
لأنك في خافقي كالوريد ..
وبيني وبينك قام اتحاد ..
تعالي سعاد إلي حضن قلبي ..
فإني أموت جوى أو أكاد ..
دعيني أقبّل يديك سعادي ..
ليهدأ في نار شوقي اتقاد ..
لغير يديك أنا لا أدين ..
بفضلٍ وبين يديك القياد ..
خذيني بعيداً عن الحزن حتى ..
يطيب الكفاح ويرقى الجهاد ..
بكيتُ طويلاً وأبكيتُ حرفي ..
وما عاد عندي دموعٌ تُزاد ..
وها أنذا ضاحكٌ من جديد ..
فمذ عُدتِ عاد الهوى والوداد ..
ولو دمعةٌ رغم أنفي أطلّت ..
فلا تحسبي أن ذاك ارتداد ..