امتدت موجة العنف التي اجتاحت العاصمة البريطانية، لندن، لليوم الثالث على التوالي، الى مدينتي "ليفربول" و"بيرمنغهام"، حيث قامت حشود من الشباب بأعمال شغب ونهب، في أسوأ اضطرابات تشهدها بريطانيا مؤخراً، دفعت برئيس الحكومة ديفيد كاميرون لقطع عطلته والعودة لمتابعة الأزمة. وكانت قد بدأت موجة العنف تلك بعد ان لقي بريطاني حتفه برصاص الشرطة، وقد اعلنت الشرطة البريطانية أمس اعتقال أكثر من 100 شخص خلال أعمال الشغب والنهب.
وأنحى المسؤولون باللائمة على عصابات إجرامية قامت بمهاجمة قوات مكافحة الشغب في منطقة "هاكني"، شرقي لندن، وأظهرت مقاطع فيديو مجموعة من الشباب الملثمين يقذفون عناصر الأمن بالزجاجات الحارقة، ويدمرون سيارة للشرطة ويحطمون نوافذ المحال، التي تعرض بعضها للنهب. كما أضرموا الحرائق في العديد من المحال التجارية، في منطقة "كرويدون" جنوب لندن، حيث مقر وزارة الداخلية البريطانية.
وأشارت تقارير إلى نشوب عدد من الحرائق في ضواحي مدينة لندن، وقال مسؤول في دائرة الإطفاء رداً على تساؤلات "سي ان ان": "نحن مشغولون للغاية للرد على أي استفسارات من وسائل الإعلام." وتوسع الشغب في نواحي لندن ليحتاج ضواحيها وهي مناطق "لويشام" و"بيكام"، و"كلابام" حيث عطلت السلطات حركة النقل بالقطارات والأنفاق، وهي واحدة من أكبر وأكثر محطات العاصمة البريطانية ازدحاما، نظراً لما وصفته بدواع أمنية.
وامتدت أعمال الفوضى والعنف لتصل إلى "بيرمنغهام"، وتبعد 120 ميلاً شمالي لندن، ذكرت السلطات الأمنية أن العديد من الممتلكات، العامة والخاصة، تعرضت للتخريب والنهب. وأشارت الشرطة البريطانية في بيان صدر، فجر الثلاثاء، إلى اعتقال قرابة مائة شخص في المدينة، مؤكدة "عدم وقوع إصابات كبيرة بين قوات مكافحة الشغب والعامة أو المحتجين جراء الشغب."
كما تحدثت تقارير عن فوضى اجتاحت مدينة "ليفربول"، وتبعد 180 ميلاً شمال غربي لندن، حيث أحرقت العديد من المركبات، بجانب مدينة "بريستول." وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن قطعه عطلة يقضيها في إيطاليا، والعودة لترأس اجتماعات لمناقشة العنف الذي انطلق من ضاحية "توتنام"، شمالي لندن، السبت، باحتجاجات على مقتل مارك دوغان، 29 عاماً، بيد الشرطة البريطانية.
والاثنين، أعلنت شرطة "متروبوليتان" البريطانية عن مواصلة حملة اعتقالات على خلفية اندلاع أعمال شغب ومصادمات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين على مقتل دوغان، أسفرت عن إصابة 35 من أفراد الشرطة وإحراق وتخريب ممتلكات عامة. وذكرت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت ما يزيد على مائة شخص، ليل الأحد، بالإضافة إلى 61 آخرين اعتقلوا يومي السبت والأحد، وتوجيه الاتهام إلى 17 منهم.
والاثنين، قالت إن المجموعات تواصل استهداف المحال وقوات مكافحة الشغب في "توتنام"، حيث دفع بالمزيد من التعزيزات الأمنية إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت، وندد بها داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية بالأحداث في بيان، الأحد، جاء فيه: "أعمال الشغب في توتنام الليلة الماضية أمر غير مقبولة البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو العامة أو الممتلكات."
وكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليل السبت، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب دوغان، أمام مركز شرطة توتنام احتجاجاً على مقتله على يد الشرطة، الخميس. ومع توسع نطاق الاحتجاج وتزايد أعداد المحتجين، تصاعد التوتر في المنطقة، وألقى الحشود الحجارة والزجاجات الفارغة على سيارات الشرطة، وأضرموا النار فيها، أثناء محاولاتهم إغلاق الشارع الرئيسي في توتنام شمالي لندن، بحسب ما نقلت السلطات البريطانية.
وتشير التقارير إلى أن دوغان قتل برصاص الشرطة أثناء توقيف سيارة أجرة كانت على متنها، فيما قالت أخرى إنه قتل بطلق في الرأس بعد توقيفه، وهو ما نفته "المفوضية المستقلة للتحقيق في الشكاوي ضد الشرطة" قائلة: "التكهنات بأن دوغان "اغتيل" بطريقة الإعدام وبإطلاق عدد من الرصاصات على رأسه كذبة مطلقة."(منقول)
|